Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 37-39)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا } ، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن لطخوا الكعبة بدمائها قربة إلى الله ، فأنزل الله هذه الآية : " لنْ ينال الله لحومُها ولا دماؤُها " قرأ يعقوب " تنال وتناله " بالتاء فيهما ، وقرأ العامة بالياء ، قال مقاتل : لن يُرفع إلى الله لحومُها ولا دماؤُها ، { وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ } ، ولكن تُرفع إليه منكم الأعمال الصالحة والتقوى ، والإِخلاص وما أريد به وجه الله تعالى { كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ } ، يعني : البدن ، { لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } ، أرشدكم لمعالم دينه ومناسك حجه ، وهو أن يقول : الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا وأولانا ، { وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } ، قال ابن عباس : الموحدين . قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ } ، قرأ ابن كثير وأهل البصرة : " يدفع " ، وقرأ الآخرون : " يدافع " بالألف ، يريد : يدفع غائلة المشركين عن المؤمنين ويمنعهم عن المؤمنين . { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } ، أي : خوان في أمانة الله كفور لنعمته ، قال ابن عباس : خانوا الله فجعلوا معه شريكاً وكفروا نعَمه . قال الزجاج : من تقرب إلى الأصنام بذبيحته وذكر عليها اسم غير الله فهو خوان كفور . قوله عز وجل : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ } ، قرأ أهل المدينة والبصرة وعاصم : " أذن " بضم الألف والباقون بفتحها ، أي : أذن الله ، " للذين يُقاتَلُون " ، قرأ أهل المدينة وابن عامر وحفص " يقاتلون " بفتح التاء يعني المؤمنين الذين يقاتلهم المشركون ، وقرأ الآخرون بكسر التاء يعني الذين أذن لهم بالجهاد " يقاتلون " المشركين . قال المفسرون : كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزالون محزونين من بين مضروب ومشجوج ، ويشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول لهم : اصبروا فإني لم أومر بالقتال ، حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية ، وهي أول آية أَذِنَ الله فيها بالقتال ، فنزلت هذه الآية بالمدينة . وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في قوم بأعيانهم خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة ، فكانوا يُمنعون فأذِنَ اللَّهُ لهم في قتال الكفار الذين يمنعونهم من الهجرة ، { بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ } ، أي : بسبب ما ظُلِموا ، واعتدوا عليهم بالإيذاء ، { وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } .