Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 40-41)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ } ، بدل " عن الذين " الأولى { إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } ، أي : لم يخرجوا من ديارهم إلا لقولهم ربنا الله وحده . { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ } ، بالجهاد وإقامة الحدود ، { لَّهُدِّمَتْ } ، قرأ أهل الحجاز بتخفيف الدال ، وقرأ الآخرون بالتشديد على التكثير ، فالتخفيف يكون للقليل والكثير ، والتشديد يختص بالكثير ، { صَوَٰمِعُ } ، قال مجاهد والضحاك : يعني : صوامع الرهبان . وقال قتادة : صوامع الصابئين ، { وَبِيَعٌ } ، بِيَع النصارى جمع " بيعة " وهي كنيسة النصارى ، { وَصَلَوَٰتٌ } ، يعني كنائس اليهود ، ويسمونها بالعبرانية صلوتا ، { وَمَسَـٰجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً } ، يعني مساجد المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم . ومعنى الآية : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدِّم في شريعة كل نبي مكان صلاتهم ، لهدم في زمن موسى الكنائس ، وفي زمن عيسى البيع والصوامع ، وفي زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد . وقال ابن زيد : أراد بالصلوات صلوات أهل الإِسلام فإنها تنقطع إذا دخل العدو عليهم . { وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ } ، أي : ينصر دينه ونبيه ، { إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ } . { ٱلَّذِينَ إِن مَّكْنَّـٰهُمْ فِى ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ } ، قال الزجاج : هذا من صفة ناصريه ، ومعنى " مكناهم في الأرض " : نصرناهم على عدوهم حتى يتمكنوا في البلاد . قال قتادة : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال الحسن : هم هذه الأمة { وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ } ، أي : آخر أمور الخلق ومصيرهم إليه ، يعني : يبطل كل ملك سوى ملكه ، فتصير الأمور إليه بلا منازع ولا مدَّع .