Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 46-47)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ } ، يعني : كفارَ مكة ، فينظروا إلى مصارع المكذبين من الأمم الخالية ، { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } ، يعني : ما يذكر لهم من أخبار القرون الماضية فيعتبرون بها ، { فَإِنَّهَا } ، الهاء عماد ، { لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ } ، ذَكَر " التي في الصدور " تأكيداً كقوله : { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] معناه أن العمى الضار هو عمى القلب ، فأمّا عمى البصر فليس بضار في أمر الدين ، قال قتادة : البصر الظاهر : بُلْغة ومتعة ، وبصر القلب : هو البصر النافع . { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } ، نزلت في النضر بن الحارث حيث قال : إن كان هذا هو الحقُّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء . { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } ، فأُنجز ذلك يوم بدر . { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } ، قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي : " يعدون " بالياء هاهنا لقوله : { يستعجلونك } ، وقرأ الباقون : بالتاء لأنه أعم ، لأنه خطاب للمستعجلين والمؤمنين ، واتفقوا في تنزيل " السجدة " أنه بالتاء . قال ابن عباس : يعني يوماً من الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض . وقال مجاهد وعكرمة : يوماً من أيام الآخرة ، والدليل عليه ما رُوي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : " أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة ، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم ، وذلك مقداره خمسمائة سنة " . قال ابن زيد : " وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون " هذه أيام الآخرة . وقوله : " كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون " يوم القيامة . والمعنى على هذا : أنهم يستعجلون بالعذاب ، وإن يوماً من أيام عذابهم في الآخرة ألف سنة . وقيل : معناه وإن يوماً من أيام العذاب الذي استعجلوه في الثقل والاستطالة والشدة كألف سنة مما تعدون ، فكيف تستعجلونه هذا ؟ كما يقال : أيام الهموم طوال ، وأيام السرور قصار . وقيل : معناه إن يوماً عنده وألف سنة في الإِمهال سواء ، لأنه قادر متى شاء أخذهم لا يفوتُه شيء بالتأخير ، فيستوي في قدرته وقوع ما يستعجلون به من العذاب وتأخره ، وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء .