Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 54-58)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } ، التوحيد والقرآن . وقال السدي : التصديق بنسخ الله تعالى ، { أَنَّهُ } ، يعني : أن الذي أحكم اللهُ من آيات القرآن هو { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ } ، أي : يعتقدوا أنه من الله ، { فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ } ، أي : فتسكن إليه قلوبهم ، { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، أي : طريق قويم هو الإِسلام . { وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى مِرْيَةٍ مِّنْهُ } ، أي : في شك مما ألقى الشيطان على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : ما باله ذكرها بخير ثم ارتد عنها . وقال ابن جريج : " منه " أي من القرآن . وقيل : من الدين ، وهو الصراط المستقيم . { حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } ، يعني : القيامة . وقيل : الموت ، { أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } ، قال الضحاك وعكرمة : عذاب يوم لا ليلة له وهو يوم القيامة . والأكثرون على أن اليوم العقيم يوم بدر ، لأنه ذكر الساعة من قبل وهو يوم القيامة . وسُمي يوم بدر عقيماً لأنه لم يكن في ذلك اليوم للكفار خير ، كالريح العقيم التي لا تأتي بخير ، سحابٍ ولا مطر ، والعقم في اللغة : المنع ، يقال : رجل عقيم إذا مُنع من الولد . وقيل : لأنه لا مثل له في عظم أمره لقتال الملائكة فيه . وقال ابن جريج : لأنهم لم يُنظروا فيه إلى الليل حتى قتلوا قبل المساء . { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ } ، يعني يوم القيامة ، { لِلَّهِ } ، وحده من غير منازع ، { يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } ، ثم بيّن الحكم ، فقال تعالى : { فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فِى جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ } . { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـآيـَٰتِنَا فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } . { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، فارقوا أوطانهم وعشائرهم في طاعة الله وطلب رضاه ، { ثُمَّ قُتِلُوۤاْ أَوْ مَاتُواْ } ، وهم كذلك ، قرأ ابن عام " قتلوا " بالتشديد { لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً } ، والرزق الحسن الذي لا ينقطع أبداً وهو رزق الجنة ، { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ } ، قيل : هو قوله : { بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [ آل عمران : 169 ] .