Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 67-72)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ } ، قال ابن عباس : يعني شريعة هم عاملون بها . وروى عنه أنه قال : عيداً . قال قتادة ومجاهد : موضع قربان يذبحون فيه . وقيل : موضع عبادة . وقيل : مَألفاً يألفونه . والمنسك في كلام العرب : الموضع المعتاد لعمل خير أو شر ، ومنه " مناسك الحج " لتردد الناس إلى أماكن أعمال الحج . { فَلاَ يُنَـٰزِعُنَّكَ فِى ٱلأَمْرِ } ، يعني في أمر الذبائح . نزلت في بُدَيْل بن ورقاء ، وبشر بن سفيان ، ويزيد بن خنيس قالوا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : مالكم تأكلون مما تقتلون بأيديكم ولا تأكلون مما قتله الله ؟ قال الزجاج : معنى قوله : { فَلاَ يُنَـٰزِعُنَّكَ } أي : لا تنازعهم أنت ، كما يقال : لا يخاصمك فلان ، أي : لا تخاصمه ، وهذا جائز فيما يكون بين الإِثنين ، ولا يجوز : لا يضربنك فلان ، وأنت تريد : لا تضربه ، وذلك أن المنازعة والمخاصمة لا تتم إلا باثنين ، فإذا ترك أحدهما فلا مخاصة هناك . { وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ } ، إلى الإِيمان بربك ، { إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } . { وَإِن جَـٰدَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } . { ٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } ، فتعرفون حينئذ الحق من الباطل . والاختلاف : ذهاب كل واحد من الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر . { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ذَٰلِكَ } ، كله ، { فِى كِتَـٰبٍ } ، يعني اللوح المحفوظ ، { إِنَّ ذَٰلِكَ } يعني : علمه بجميع ذلك ، { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } . { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَـٰناً } ، حجة ، { وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ } ، يعني أنهم فعلوا ما فعلوا عن جهل لا عن علم ، { وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ } ، للمشركين ، { مِن نَّصِيرٍ } ، مانع يمنعهم من عذاب الله . { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُنَا بَيِّنَـٰتٍ } ، يعني : القرآن ، { تَعْرِفُ فِى وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنكَرَ } ، يعني الإِنكار يتبين ذلك في وجوههم من الكراهية والعبوس ، { يَكَـٰدُونَ يَسْطُونَ } ، أي : يقعون ويبسطون إليهم أيديهم بالسوء . وقيل : يبطشون ، { بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِنَا } ، أي : بمحمد وأصحابه من شدة الغيظ . يقال : سطا عليه وسطا به إذا تناوله بالبطش والعنف ، وأصل السطو : القهر . { قُلْ } ، يا محمد ، { أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ } ، أي : بشرٍّ لكم وأكره إليكم من هذا القرآن الذي تستمعون ، { ٱلنَّارُ } أي : هي النار ، { وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } .