Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 73-74)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ } ، معنىٰ : ضُرِب : جُعِل ، كقولهم : ضربَ السلطانُ البعثَ على الناس ، وضرب الجزيةَ على أهل الذمة ، أي جعل ذلك عليهم . ومعنى الآية : جُعِل لي شَبَه ، وشُبِّه بَي الأوثان ، أي : جعل المشركون الأصنام شركائي فعبدوها ومعنى { فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } ، أي : فاستمعوا حالها وصفتها ، ثم بين ذلك فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، يعني : الأصنام ، قرأ يعقوب بالياء والباقون بالتاء { لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً } ، واحداً في صغره وقلته لأنها لا تقدرعليه . والذباب : واحد وجمعه القليل : أَذِبَّة ، والكثير : ذِبَّان ، مثل غُراب وأَغْرِبَة وغِرْبَان ، { وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ } ، أي : لخلقه ، { وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ } ، قال ابن عباس : كانوا يطلُون الأصنام بالزعفران ، فإذا جفَّ جاء الذباب فاستلب منه . وقال السدي : كانوا يضعون الطعام بين يدي الأصنام فتقع الذباب عليه فيأكلن منه . وقال ابن زيد : كانوا يحلون الأصنام باليواقيت واللآلىء وأنواع الجواهر ، ويطيبونها بألوان الطيب فربما تسقط منها واحدة فيأخذها طائر أو ذباب فلا تقدر الآلهة على استردادها ، فذلك قوله : { وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً } أي : وإن يسلب الذبابُ الأصنامَ شيئاً مما عليها لا يقدرون أن يستنقذوه منه ، { ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ } ، قال ابن عباس : " الطالب " : الذباب يطلب ما يسلب من الطيب من الصنم ، و " المطلوب " : الصنم يطلب الذباب منه السلب . وقيل : على العكس : " الطالب " : الصنم و " المطلوب " : الذباب . وقال الضحاك : " الطالب " : العابد و " المطلوب " : المعبود . { مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } ، ما عظَّموه حقَّ عظمتِهِ وما عرفوه حقَّ معرفتِهِ ، ولا وصفوه حقَّ صفتِهِ إنْ أَشركوا به ما لا يمتنع من الذباب ولا ينتصف منه ، { إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ } .