Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 112-115)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَـٰلَ كَمْ لَبِثْتُمْ } ، قرأ حمزة والكسائي " قل كم لبثتم " على الأمر . ومعنى الآية : قولوا أيها الكافرون ، فأخرج الكلام مخرج الواحد ، والمراد منه الجماعة إذْ كان معناه مفهوماً ، ويجوز أن يكون الخطاب لكل واحد منهم ، أي قل أيها الكافرون ، وقرأ ابن كثير : قل كم ، على الأمر وقال " أن " على الخبر ، لأن الثانية جواب ، وقرأ الآخرون : " قال " فيهما جميعاً ، أي : قال الله عز وجل للكفار يوم البعث : كم لبثتم ، { فِى ٱلأَرْضِ } ، أي : في الدنيا وفي القبور { عَدَدَ سِنِينَ } . { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } ، نسوا مدة لبثهم في الدنيا لعظم ما هم بصدده من العذاب ، { فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ } ، الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم . { قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ } أي : ما لبثتم في الدنيا ، { إِلاَّ قَلِيلاً } ، سماه قليلاً لأن الواحد وإن طال مكثه في الدنيا فإنه يكون قليلاً في جنب ما يلبث في الآخرة ، لأن لبثه في الدنيا وفي القبر متناهٍ ، { لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ، قدر لبثكم في الدنيا . قوله عزّ وجلّ : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً } ، لعباً وباطلاً لا لحكمة ، وهو نصب على الحال ، أي : عابثين . وقيل : للعبث ، أي : لتلعبوا وتعبثوا كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب ، وهو مثل قوله : { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } [ القيامة : 36 ] ، وإنما خلقتم للعبادة وإقامة أوامر الله عزّ وجلّ ، { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } ، أي : أفحسبتم أنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للجزاء ، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب لا " تَرجِعون " بفتح التاء وكسر الجيم . أخبرنا عبدالواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، أخبرنا حميد بن زنجويه ، أخبرنا بشر بن عمر ، أخبرنا عبدالله بن لهيعة ، أخبرنا عبدالله بن هبيرة ، عن حنش ، " أن رجلاً مصاباً مُرّ به على ابن مسعود فرقاه في أذنيه : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً } حتى ختم السورة فبرأ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بماذا رقيت في أذنه » ؟ فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده لو أن رجلاً موقناً قرأها على جبل لزال « "