Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 109-111)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّهُ } الهاء في " إنه " عماد وتسمى أيضاً المجهولة ، { كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى } ، وهم المؤمنون { يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰحِمِينَ } . { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } ، قرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي : " سُخْرياً " بضم السين هاهنا وفي سورة ص ، وقرأ الباقون بكسرهما ، واتفقوا على الضم في سورة الزخرف . قال الخليل : هما لغتان مثل قولهم : بحر لُجي ، ولِجي بضم اللام وكسرها ، مثل كوكب دُري ودِري ، قال الفراء والكسائي : الكسر بمعنى الاستهزاء بالقول ، والضم بمعنى التسخير والاستعباد بالفعل ، واتفقوا في سورة الزخرف بأنه بمعنى التسخير ، { حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ } أي : أنساكم اشتغالكم بالاستهزاء بهم وتسخيرهم ، { ذِكْرِى وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } نظيره : { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } [ المطففين : 29 ] قال مقاتل : نزلت في بلال وعمار وخباب وصهيب وسلمان والفقراء من الصحابة ، كان كفار قريش يستهزؤون بهم . { إِنِّى جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ } ، على أذاكم واستهزائكم في الدنيا ، { أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } ، قرأ حمزة والكسائي " أنهم " بكسر الألف على الاستئناف ، وقرأ الآخرون بفتحها ، فيكون في موضع المفعول الثاني إني جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز بالجنة .