Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 40-44)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ } ، أي : عن قليل ، و " ما " صلة ، { لَّيُصْبِحُنَّ } ، ليصيرن ، { نَـٰدِمِينَ } ، على كفرهم وتكذيبهم . { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } ، يعني صيحة العذاب ، { بِٱلْحَقِّ } ، قيل : أراد بالصيحة الهلاك . وقيل : صاح بهم جبريل صيحة فتصدعت قلوبهم ، { فَجَعَلْنَـٰهُمْ غُثَآءً } ، وهو ما يحمله السيل من حشيش وعيدان شجر ، معناه : صيرناهم هلكَى فيبسوا يبس الغثاء من نبات الأرض ، { فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } . { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً ءَاخَرِينَ } ، أي : أقواماً آخرين . { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا } ، أي : ما تسبق أمة أجلها ، أي : وقت هلاكها ، { وَمَا يَسْتَـأْخِرُونَ } ، وما يتأخرون عن وقت هلاكهم . { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا } ، أي : مترادفين يتبع بعضهم بعضاً غير متواصلين ، لأن بين كل نبيين زماناً طويلاً ، وهي فعلى من المواترة ، قال الأصمعي : يقال واترت الخبر أي أَتْبعت بعضَه بعضاً ، وبين الخبرين هنيهة . واختلف القراء فيه ، فقرأ أبو جعفر ، وابن كثير ، وأبو عمروٍ : بالتنوين ، ويقفون بالألف ، ولا يميله أبو عمرو ، وفي الوقف فيها كالألف في قولهم : رأيت زيداً ، وقرأ الباقون بلا تنوين ، والوقف عندهم يكون بالياء ، ويميله حمزة والكسائي ، وهو مثل قولهم : غضبَى وسكرَى ، وهو اسم جمع مثل شتى ، وعلى القراءتين التاء الأولى بدل من الواو ، وأصله : " وترى " من المواترة والتواتر ، فجعلت الواو تاء ، مثل : التقوى والتكلان . { كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً } ، بالهلاك ، أي : أهلكنا بعضهم في إثر بعض ، { وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَحَادِيثَ } ، أي : سَمَراً وقصصاً ، يتحدث مَنْ بعدَهم بأمرهم وشأنهم ، وهي جمع أُحدوثة . وقيل : جمع حديث . قال الأخفش : إنما هذا في الشر ، وأما في الخير فلا يقال جعلتهم أحاديث وأحدوثة ، وإنما يقال صار فلان حديثاً ، { فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } .