Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 56-60)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ } ، أي : نجعل لهم في الخيرات ، ونقدمها ثواباً لأعمالهم لمرضاتنا عنهم ، { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } ، أنّ ذلك استدراج لهم . ثم ذكر المسارعين في الخيرات فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } ، أي : خائفون ، والإِشفاق : الخوف ، والمعنى أن المؤمنين بما هم عليه من خشية الله خائفون من عقابه ، قال الحسن البصري : المؤمن من جمع إحساناً وخشية ، والمنافق من جمع إساءة وأمناً . { وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُون } ، يُصدِّقون . { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } . { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ } ، أي : يعطون ما أعطَوْا من الزكاة والصدقات ، وروي عن عائشة أنها كانت تقرأ " والذين يأتون ما أتوا " أي : يعملون ما عملوا من أعمال البر ، { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } ، أن ذلك لا ينجيهم من عذاب الله وأن أعمالهم لا تُقبل منهم ، { أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَٰجِعُونَ } ، لأنهم يوقنون أنهم يرجعون إلى الله عزّ وجلّ . قال الحسن : عملوا لله بالطاعات واجتهدوا فيها ، وخافوا أن ترد عليهم . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا عبدالله بن يوسف ، أخبرنا محمد ابن حامد ، حدثنا محمد بن الجهم ، أخبرنا عبدالله بن عمرو ، أخبرنا وكيع عن مالك بن مغول ، عن عبدالرحمن بن سعيد بن وهب ، " عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق ؟ قال : " لا يا بنت الصديق ، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يُقبل منه "