Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 51-55)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { يَٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ } ، قال الحسن ومجاهد وقتادة والسدي والكلبي وجماعة : أراد به محمداً صلى الله عليه وسلم وحده على مذهب العرب في مخاطبة الواحد بلفظ الجماعة . وقال بعضهم : أراد به عيسى . وقيل : أراد به جميع الرسل عليهم السلام ، { كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِ } ، أي الحلالات ، { وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً } ، الصلاح هو الاستقامة على ما توجيه الشريعة ، { إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } . { وَإِنَّ هَـٰذِهِ } قرأ أهل الكوفة : " وإن " بكسر الألف على الابتداء ، وقرأ الباقون بفتح الألف ، وخفف ابن عامر النون وجعل " إن " صلة ، مجازه : وهذه { أُمَّتُكُمْ } ، وقرأ الباقون بتشديد النون على معنى وبأن هذا ، تقديره : بأن هذه أمتكم ، أي ملتكم وشريعتكم التي أنتم عليها ، { أُمَّةً وَٰحِدَةً } ، أي ملة واحدة وهي الإِسلام ، { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ } ، أي : اتقوني لهذا . وقيل : معناه أمرتكم بما أمرت به المرسلين من قبلكم ، فأمركم واحد ، { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ } فاحذورن . وقيل : هو نصب بإضمار فعل ، أي : اعلموا أن هذه أمتكم ، أي ملتكم ، أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون . { فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُم } دينهم ، { بَيْنَهُمْ } ، أي : تفرقوا فصاروا فِرَقاً ، يهوداً ونصارى ومجوساً ، { زُبُراً } ، أي : فرقاً وقطعاً مختلفة ، واحدها زبور وهو الفرقة والطائفة ، ومثله الزبرة وجمعها زُبُر ، ومنه : { زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ } [ الكهف : 96 ] . أي : صاروا فرقاً كزبر الحديد . وقرأ بعض أهل الشام " زبراً " بفتح الباء ، قال قتادة ومجاهد " زبراً " أي : كتباً ، يعني دان كل فريق بكتاب غير الكتاب الذي دان به الآخرون . وقيل : جعلوا كتبهم قطعاً مختلفة ، آمنوا بالبعض ، وكفروا بالبعض ، وحرفوا البعض ، { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ } ، بما عندهم من الدين ، { فَرِحُونَ } ، معجبون ومسرورون . { فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ } ، قال ابن عباس : في كفرهم وضلالتهم ، وقيل : عمايتهم ، وقيل : غفلتهم { حَتَّىٰ حِينٍ } ، إلى أن يموتوا . { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِين } ، ما نعطيهم ونجعله مدداً لهم من المال والبنين في الدنيا .