Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 65-69)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ } ، أي لا تضجوا ، { إِنَّكُم مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } ، لا تمنعون منا ولا ينفعكم تضرعكم . { قَدْ كَانَتْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } ، يعني القرآن ، { فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ تَنكِصُونَ } ترجعون القهقرى تتأخرون عن الإِيمان . { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } ، اختلفوا في هذه الكناية ، فأظهر الأقاويل أنها تعود إلى البيت الحرام كناية عن غير مذكور ، أي : مستكبرين متعظمين بالبيت الحرام ، وتعظُّمهم به أنهم كانوا يقولون نحن أهل حرم الله وجيران بيته ، فلا يظهر علينا أحد ، ولا نخاف أحداً ، فيأمنون فيه وسائر الناس في الخوف ، هذا قول ابن عباس ومجاهد ، وجماعة ، وقيل : " مستكبرين به " أي : بالقرآن فلم يؤمنوا به . والأول أظهر ، المراد منه الحرم ، { سَـٰمِراً } ، نصب على الحال ، أي أنهم يسمرون بالليل في مجالسهم حول البيت ، ووحّد سامراً وهو بمعنى السمَّار لأنه وضع موضع الوقت ، أراد تهجرون ليلاً . وقيل : وحَّد سامراً ، ومعناه الجمع ، كقوله : { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً } [ الحج : 5 ] ، { تَهْجُرُونَ } ، قرأ نافع " تُهجِرون " بضم التاء وكسر الجيم من الإِهجار وهو الإِفحاش في القول ، أي : تفحشون وتقولون الخنا . وذكر أنهم كانوا يسبون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وقرأ الآخرون : " تَهجُرون " بفتح التاء وضم الجيم ، أي : تعرضون عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الإِيمان والقرآن ، وترفضونها . وقيل : هو من الهجر وهو القول القبيح ، يقال هجر يهجر هجراً إذا قال غير الحق . وقيل : تهزؤون وتقولون مالا تعلمون ، من قولهم : هجر الرجل في منامه ، إذا هذى . { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ } ، أي : يتدبروا ، { ٱلْقَوْلَ } ، يعني : ما جاءهم من القول وهو القرآن ، فيعرفوا ما فيه من الدلالات على صدق محمد صلى الله عليه وسلم ، { أَمْ جَآءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ } ، فأنكروا ، يريد إنا قد بعثنا من قبلهم رسلاً إلى قومهم كذلك بعثنا محمداً صلى الله عليه وسلم إليهم . وقيل : " أم " بمعنى بل ، يعني : جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين فلذلك أنكروا . { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ } ، محمداً صلى الله عليه وسلم ، { فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } ، قال ابن عباس : أليس قد عرفوا محمداً صلى الله عليه وسلم صغيراً وكبيراً ، وعرفوا نسبه وصدقه وأمانته ووفاءه بالعهود . وهذا على سبيل التوبيخ لهم على الإِعراض عنه بعدما عرفوه بالصدق والأمانة .