Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 70-74)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ } ، جنون ، وليس كذلك ، { بَلْ جَآءَهُم بِٱلْحَقِّ } ، يعني بالصدق والقول الذي لا تخفى صحتُه وحسنُه على عاقل ، { وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَـٰرِهُونَ } . { وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ } ، قال ابن جريج ومقاتل والسدي وجماعة : " الحق " هو الله ، أي : لو اتبع الله مرادهم فيما يفعل ، وقيل : لو اتبع مرادهم ، فسمى لنفسه شريكاً وولداً كما يقولون : { لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } ، وقال الفراء والزجاج : والمراد بالحق القرآن أي : لو نزل القرآن بما يحبون من جعل الشريك والولد على ما يعتقدونه { لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } ، وهو كقوله تعالى : { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا } [ الأنبياء : 22 ] . { بَلْ أَتَيْنَـٰهُم بِذِكْرِهِمْ } ، بما يذكرهم ، قال ابن عباس : أي بما فيه فخرُهم وشرفُهم يعني القرآن ، فهو كقوله تعالى : { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَـٰباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ } [ الأنبياء : 10 ] ، أي : شرفكم ، { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } [ الزخرف : 44 ] ، أي : شرف لك ولقومك . { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ } ، يعني عن شرفهم ، { مُّعْرِضُونَ } . { أَمْ تَسْئَلُهُمْ } ، على ما جئتهم به ، { خَرْجاً } ، أجراً وجُعْلاً ، { فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ } ، أي : ما يعطيك الله من رزقه وثوابه خير ، { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ } ، قرأ حمزة والكسائي : " خراجاً " " فخراج " كلاهما بالألف ، وقرأ ابن عامر كلاهما بغير ألف وقرأ الآخرون : " خرجاً " بغير ألف " فخراج " بالألف . { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، وهو الإِسلام . { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَٰطِ } ، أي : عن دين الحق ، { لَنَـٰكِبُونَ } ، لعادلون مائلون .