Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 20-22)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَؤوفٌ رَحيمٌ } ، جواب { لَوْلا } محذوف ، أي : لعاجلكم بالعقوبة ، قال ابن عباس : يريد مسطحاً وحسان وحمنة . قوله عزّ وجلّ : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ } ، أي : بالقبائح من الأفعال ، { وَٱلْمُنْكَرِ } ، ما يكرهه الله عز وجل ، { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى } ، قال مقاتل : ما صلح . وقال ابن قتيبة : ما طهر ، { مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ } ، والآية على العموم عند بعض المفسرين ، قالوا : أخبر الله أنه لولا فضله ورحمته بالعصمة ما صلح منكم أحد . وقال قوم : هذا الخطاب للذين خاضوا في الإِفك ، ومعناه : ما طهر من هذا الذنب ولا صلح أمره بعد الذي فعل ، وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء ، قال : ما قبل توبة أحد منكم ، { أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّى } ، يُطَهِّرُ ، { مَن يَشَآءُ } ، من الذنب بالرحمة والمغفرة ، { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . قوله عزّ وجلّ : { وَلاَ يَأْتَلِ } ، أي : ولا يحلف ، وهو يفعل من الألية وهي القسم ، قرأ أبو جعفر : " يتأل " بتقديم التاء وتأخير الهمزة ، وهو يتفعل من الألية . { أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ } ، يعني أبا بكر الصديق { أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يعني مسطحاً ، وكان مسكيناً مهاجراً بدرياً ابن خالة أبو بكر ، حلف أبو بكر أن لا ينفق عليه ، { وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ } ، عنهم خوضهم في أمر عائشة ، { أَلاَ تُحِبُّونَ } ، يخاطب أبا بكر ، { أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، فلما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قال : بلى أنا أحب أن يغفر الله لي ، ورجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفقها عليه ، وقال : والله لا أنزعها منه أبداً . وقال ابن عباس والضحاك : أقسم ناس من الصحابة فيهم أبو بكر أن لايتصدقوا على رجل تكلم بشيء من الإِفك ولا ينفعوهم ، فأنزل الله هذه الآية .