Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 24-26)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ تَشْهَدُ } قرأ حمزة والكسائي بالياء لتقدم الفعل ، وقرأ الآخرون بالتاء ، { عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ } ، وهذا قبل أن يختم على أفواههم ، { وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ } ، يروى أنه تختم على الأفواه فتتكلم الأيدي والأرجل بما عملت في الدنيا . وقيل : معناه تشهد ألسنة بعضهم على بعض وأيديهم وأرجلهم ، { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } . { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ } جزاءهم الواجب . وقيل : حسابهم العدل . { وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ } ، يبين لهم حقيقة ما كان يعدهم في الدنيا . قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : وذلك أن عبد الله بن أُبيّ كان يشك في الدين فيعلم يوم القيامة أن الله هو الحق المبين . قوله عزّ وجلّ : { ٱلْخَبِيثَـٰتُ لِلْخَبِيثِينَ } ، قال أكثر المفسرين : الخبيثات من القول والكلام للخبيثين من الناس . { وَٱلْخَبِيثُونَ } ، من الناس ، { لِلْخَبِيثَـٰتِ } ، من القول ، والكلام ، { وَٱلطَّيِّبَـٰتُ } ، من القول ، { لِلطَّيِّبِينَ } ، من الناس ، { وَٱلطَّيِّبُونَ } ، من الناس ، { لِلْطَّيِّبَـٰتِ } ، من القول ، والمعنى : أن الخبيث من القول لا يليق إلا بالخبيث من الناس والطيب لا يليق إلا بالطيب من الناس ، فعائشة لا يليق بها الخبيثات من القول لأنها طيبة رضي الله عنها فيضاف إليها طيبات الكلام من المدح والثناء الحسن وما يليق بها . وقال الزجاج : معناه لا يتكلم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجال والنساء ولا يتكلم بالطيبات إلا الطيب من الرجال والنساء ، وهذا ذم للذين قذفوا عائشة ، ومدح للذين برؤوها بالطهارة . قال ابن زيد : معناه الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء [ مثال عبد الله بن أُبيّ والشاكّين في الدين ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء . يريد عائشة طيبها الله لرسوله الطيب صلى الله عليه وسلم . { أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ } ، يعني : عائشة وصفوان ذكرهما بلفظ الجمع كقوله تعالى : { فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ } [ النساء : 11 ] أي : إخوان . وقيل : " أولئك مبرؤون " يعني الطيبين والطيبات منزهون ، { مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ، فالمغفرة هي العفو عن الذنوب ، والرزق الكريم : الجنة . ورُوي أن عائشة كانت تفتخر بأشياء أعطيتها لم تعطها امرأة غيرها ، منها أن جبريل أتى بصورتها في سََرَقَةٍ من حرير ، وقال هذه زوجتك . وروي أنه أتى بصورتها في راحته وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجرها ، ودفن في بيتها ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معها في لحافه ، ونزلت براءتها من السماء ، وأنها ابنة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقه ، وخلقت طيبة ، ووُعدت مغفرة ورزقاً كريماً . وكان مسروق إذا روى عن عائشة قال : حدثتني الصدِّيقة بنت الصدِّيق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من السماء .