Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 3-6)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَٱتَّخَذُواْ } ، يعني عبدة الأوثان ، { مِن دُونِهِ ءْالِهَةً } ، يعني : الأصنام ، { لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } ، أي : دفع ضر ولا جلب نفع ، { وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَـوٰةً } ، أي : إماتةً وإحياءً ، { وَلاَ نُشُوراً } ، أي : بعثاً بعد الموت . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } ، يعني : المشركين ، يعني : النضر بن الحارث وأصحابه ، { إِنْ هَـٰذَا } ، ما هذا القرآن ، { إِلاَّ إِفْكٌ } ، كذب ، { ٱفْتَرَاهُ } ، اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم ، { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ } ، قال مجاهد : يعني اليهود . وقال الحسن : هو عبيد بن الخضر الحبشي الكاهن . وقيل : جبر ويسار ، وعداس بن عبيد ، كانوا بمكة من أهل الكتاب ، فزعم المشركون أن محمداً صلىالله عليه وسلم يأخذ منهم ، قال الله تعالى : { فَقَدْ جَآءُوا } ، يعني قائلي هذه المقالة ، { ظُلْماً وَزُوراً } ، أي : بظلم وزور . فلما حذف الباء انتصب ، يعني جاؤوا شركاً وكذباً بنسبتهم كلام الله تعالى إلى الإِفك والافتراء . { وَقَالُوۤاْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا } ، يعني النضر بن الحارث كان يقول : إنّ هذا القرآن ليس من الله وإنما هو مما سطَّره الأولون مثل حديث رستم واسفنديار ، " اكتتبها " : انتسخها محمد من جبر ، ويسار وعدَّاس ، ومعنى " اكتتب " يعني طلب أن يكتب له ، لأنه كان لا يكتب ، { فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } ، يعني تقرأ عليه ليحفظها لا ليكتبها ، { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } ، غدوة وعشياً . قال الله عزّ وجلّ رداً عليهم : { قُلْ أَنزَلَهُ } ، يعني القرآن ، { ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ } ، يعني الغيب ، { فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } .