Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 49-50)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { لِّنُحْيِىَ بِهِ } ، أي : بالمطر ، { بَلْدَةً مَّيْتاً } ، ولم يقل : " ميتة " لأنه رجع به إلى الموضع والمكان ، { وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَـٰماً } ، أي : نسقي من ذلك الماء أنعاماً ، { وَأَنَاسِىَّ كَثِيراً } ، أي بشراً كثيرا ، والأناسي : جمع أنسي ، وقيل جمع إنسان ، وأصله : " أناسين " مثل : بستان وبساتين ، فجعل الياء عوضاً عن النون . { وَلَقَدْ صَرَّفْنَـٰهُ بَيْنَهُمْ } ، يعني : المطر ، مرة ببلد ومرة ببلد آخر . قال ابن عباس : ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه في الأرض . وقرأ هذا الآية . وهذا . كما روي مرفوعاً " ما من ساعة من ليل أو نهار إلاّ والسماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء " . وذكر ابن إسحاق وابن جريج ومقاتل وبلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : " ليس من سنة بأمطر من أخرى ، ولكنّ الله قسم هذه الأرزاق ، فجعلها في السماء الدنيا ، في هذا القطر ينزل منه كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم ، وإذا عمل قوم بالمعاصي حوَّل الله ذلك إلى غيرهم ، فإذاعصوا جميعاً صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار " . وقيل : المراد من تصريف المطر تصريفه وابلاً وطلاً ورذاذاً ونحوها . وقيل : التصريف راجع إلى الريح . { لِيَذَّكَّرُواْ } ، أي : ليتذكروا ويتفكروا في قدرة الله تعالى ، { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } ، جحوداً ، وكفرانهم هو أنهم إذا مطروا قالوا مطرنا بنوء كذا . أخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك بن أنس ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال : " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء . كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأمّا من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي ، وكافر بالكواكب ، وأمّا من قال : مطرنا بنَوْء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب " .