Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 55-59)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعني هؤلاء المشركين ، { مَا لاَ يَنفَعُهُمْ } ، إن عبدوه ، { وَلاَ يَضُرُّهُمْ } ، إن تركوه ، { وَكَانَ ٱلْكَـٰفِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً } ، أي : معيناً للشيطان على ربه بالمعاصي . وقال الزجَّاج : أي يعاون الشيطان على معصية الله لأن عبادتهم الأصنام معاونة للشيطان . وقيل : معناه وكان الكافر على ربه ظهيراً ، أي : هيناً ذليلاً ، كما يقال الرجل : جعلتي بظهير ، أي : جعلني هيناً . ويقال : ظهر به ، إذا جعله خلف ظهره فلم يلتفت إليه . { وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } أي : منذراً . { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } ، أي على تبليغ الوحي ، { مِنْ أَجْرٍ } ، فتقولوا إنما يطلب محمد أموالنا بما يدعونا إليه فلا نتبعه ، { إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } ، هذا من الاستثناء المنقطع ، مجازه : لكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً بالإِنفاق من ماله في سبيله فعل ذلك ، والمعنى : لا أسألكم لنفسي أجراً ولكن لا أمنع من إنفاق المال في طلب مرضاة الله واتخاذ السبيل إلى جنته . { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ } ، أي : صلِّ له شكراً على نعمه . وقيل : قل : سبحان الله ، والحمد لله ، { وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً } ، عالماً فيجازيهم بها . { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً } ، بالرحمن . قال الكلبي : يقول فاسألِ الخبير بذلك ، يعني : بما ذكرنا من خلق السموات والأرض والاستواء على العرش . وقيل : الخطاب للرسول والمراد منه غيره لأنه كان مصدقاً به ، والمعنى : أيها الإِنسان لا ترجع في طلب العلم بهذا إلى غيري . وقيل : الباء بمعنى عن أي : فاسأل عنه خبيراً وهو الله عزّ وجلّ . وقيل : جبريل عليه السلام .