Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 60-62)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ } ، ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، يعنون مسليمة الكذاب ، كانوا يسمونه رحمن اليمامة . { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } ، قرأ حمزة والكسائي « يأمرنا » بالياء ، أي : لما يأمرنا محمد بالسجود له ، وقرأ الآخرون بالتاء ، أي : لما تأمرنا أنت يا محمد ، { وزادهم } يعني : زادهم قول القائل لهم : " اسجدوا للرحمن " { نُفُوراً } ، عن الدين والإِيمان . قوله عزّ وجلّ : { تَبَارَكَ ٱلَّذِى جَعَلَ فِى ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } ، قال الحسن ومجاهد وقتادة : " البروج " هي النجوم الكبار سميت بروجاً لظهورها ، وقال عطية العوفي : " بروجاً " أي : قصوراً فيها الحرس ، كما قال : { وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } [ النساء : 78 ] . وقال عطاء عن ابن عباس : هي البروج الاثنا عشر التي هي منازل الكواكب السبعة السيارة ، وهي الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت ، فالحمل والعقرب بيتا المريخ ، والثور والميزان بيتا الزهرة ، والجوزاء والسنبلة بيتا عطارد ، والسرطان بيت القمر ، والأسد بيت الشمس ، والقوس والحوت بيتا المشتري ، والجدي والدلو بيتا زحل . وهذه البروج مقسومة على الطبائع الأربع فيكون نصيب كل واحد منها ثلاثة بروج تسمى المثلثات ، فالحمل والأسد والقوس مثلثه نارية ، والثور والسنبلة والجدي مثلثه أرضية ، والجوزاء والميزان والدلو مثلثة هوائية ، والسرطان والعقرب والحوت مثلثه مائية . { وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً } يعني الشمس ، كما قال : { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } [ نوح : 16 ] وقرأ حمزة والكسائي : « سرجاً » بالجمع ، يعني النجوم . { وَقَمَراً مُّنِيراً } ، والقمر قد دخل في " السرُّج " على قراءة من قرأ بالجمع ، غير أنه خصه بالذكر لنوع فضيلة ، كما قال : { فِيهِمَا فَـٰكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } [ الرحمن : 68 ] ، خصَّ النخل والرمان بالذكر مع دخولهما في الفاكهة . { وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفةً } ، اختلفوا فيها ، قال ابن عباس والحسن وقتادة : يعني خلفاً وعوضاً يقوم أحدهما مقام صاحبه ، فمن فاته عمله في أحدهما قضاه في الآخر . قال شقيق : جاء رجل إلى عمر عن الخطاب ، فقال فاتتني الصلاة الليلةَ ، فقال أدرِكْ ما فاتك من ليلتك في نهارك ، فإن الله عزّ وجلّ : جعل الليل والنهار خلفة لن أراد أن يذكَّر . قال مجاهد : يعني جعل كل واحد منهما مخالفاً لصاحبه فجعل هذا أسود وهذا أبيض ، وقال ابن زيد وغيره يعني يخلف أحدهما صاحبه إذا ذهب أحدهما جاء الآخر فهما يتعاقبان في الضياء والظلمة والزيادة والنقصان . { لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ } ، قرأ حمزة بتخفيف الدال والكاف وضمها من الذكر ، وقرأ الآخرون بتشديدهما أي : يتذكر ويتعظ { أَوْ أَرَادَ شُكُوراً } ، قال مجاهد : أي شكر نعمة ربه عليه فيهما .