Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 11-17)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ } ، ألا يصرفون عن أنفسهم عقوبة الله بطاعته . { قَالَ } ، يعني موسى ، { رَبِّ إِنِّى أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } . { وَيَضِيقُ صَدْرِى } ، من تكذيبهم إيّاي ، { وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِى } ، قال : هذا للعقدة التي كانت على لسانه ، قرأ يعقوب « ويضيقَ » ، « ولا ينطلق » بنصب القافين على معنى وأن يضيق ، وقرأ العامة برفعهما رداً على قوله : { إِنِّى أَخَافُ } ، { فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَـٰرُونَ } ، ليؤازرني ويظاهرني على تبليغ الرسالة . { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ } ، أي دعوى ذنب ، وهو قتله القبطي ، { فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } ، أي يقتلونني به . { قَالَ } ، الله تعالى ، { كَلاَّ } ، أي لن يقتلوك ، { فَٱذْهَبَا بِـئايَـٰتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ } ، سامعون ما يقولون ، ذكر " معكم " بلفظ الجمع ، وهما اثنان ، أجراهما مجرى الجماعة . وقيل : أراد معكما ومع بني إسرائيل نسمع ما يجيبكم فرعون . { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، ولم يقل : رسولا رب العالمين ، لأنه أراد بالرسالة ، أنا ذُو رسالة رب العالمين ، كما قال كُثَيِّر : @ لقد كَذَبَ الوَاشُونَ ما بُحْتُ عِنْدَهُمْ بسرٍَ ولا أَرْسَلْتُهُمْ برسُولِ @@ أي : بالرسالة ، وقال أبو عبيدة : يجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين والجمع ، تقول العرب : هذا رسولي ووكيلي وهذان وهؤلاء رسولي ووكيلي ، كما قال الله تعالى : { وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ } [ الكهف : 50 ] ، وقيل : معناه كل واحد منّا رسول رب العالمين . { أَنْ أَرْسِلْ } ، أي : بأن أرسلْ ، { مَعَنَا بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } ، أي إلى فلسطين ، ولا تستعبدهم ، وكان فرعون استعبدهم أربعمائة سنة ، وكانوا في ذلك الوقت ستمائة ألف وثلاثين ألفاً ، فانطلق موسى إلى مصر وهارون بها فأخبره بذلك . وفي القصة : أن موسى رجع إلى مصر وعليه جبة صوف وفي يده عصا ، والمِكْتَلُ معلَّق في رأس العصا ، وفيه زاده ، فدخل دار نفسه وأخبر هارون بأن الله أرسلني إلى فرعون وأرسلني إليك حتى تدعوَ فرعون إلى الله ، فخرجتْ أمهما وصاحت وقالت : إن فرعون يطلبك ليقتلك فلو ذهبتما إليه قتلكما فلم يمتنع بقولها ، وذهبا إلى باب فرعون ليلاً ودقَّا الباب ، ففزع البوَّابون وقالوا من بالباب ؟ وروي أنه اطلع البواب عليهما فقال من أنتما ؟ فقال موسى : أنا رسول رب العالمين ، فذهب البواب إلى فرعون وقال : إنّ مجنوناً بالباب يزعم أنه رسول رب العالمين ، فترل حتى أصبح ، ثم دعاهما . وروي أنهما انطلقا جميعاً إلى فرعون فلم يؤذن لهما سنة في الدخول عليه ، فدخل البواب فقال لفرعون : هاهنا إنسان يزعم أنه رسول رب العالمين ، فقال فرعون : ائذن له لعلنا نضحك منه ، فدخلا عليه وأديَّا رسالة الله عزّ وجلّ فعرف فرعونُ موسى ؛ لأنه نشأ في بيته .