Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 201-213)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } ، أي : بالقرآن ، { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } ، يعني : عند الموت . { فَيَأْتِيَهُم } ، يعني : العذاب ، { بَغْتَةً } ، فجأة ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } ، به في الدنيا . { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } ، أي : لنؤمن ونصدق ، يتمنون الرجعة والنَّظِرَة . قال مقاتل : لما أوعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب ، قالوا : إلى متى توعدنا بالعذاب ؟ ومتى هذا العذاب ؟ قال الله تعالى : { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ } ، كثيرة في الدنيا ، يعني كفار مكة ، ولم نهلكهم . { ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } ، يعني : بالعذاب . { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } ، به في تلك السنين . والمعنى أنهم وإن طال تمتعهم بنعيم الدنيا فإذا أتاهم العذاب لم يُغنِ عنهم طول التمتع شيئاً ، ويكونون كأنّهم لم يكونوا في نعيم قط . { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } ، رسل ينذرونهم . { ذِكْرَىٰ } ، محلها نصب ، أي ينذرونهم ، تذكر ، وقيل : رفع أي تلك ذكرى ، { وَمَا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } ، في تعذيبهم حيث قدمنا الحجة عليهم وأعذرنا إليهم . { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَـٰطِينُ } ، وذلك أن المشركين كانوا يقولون إن الشياطين يلقون القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال جلّ ذكره : { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ } ، به أي بالقرآن الشياطين . { وَمَا يَنبَغِى لَهُمْ } ، أن ينزلوا بالقرآن ، { وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } ، ذلك . { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ } ، أي : عن استراق السمع من السماء ، { لَمَعْزُولُونَ } ، أي : محجوبون بالشهب مرجومون . { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يحذِّر به غيره ، يقول : أنت أكرم الخلق عليّ ولو اتخذت إلهاً غيري لعذبتك .