Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 196-200)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِنَّهُ } ، أي : ذْكِرُ إنزال القرآن ، قاله أكثر المفسرين . وقال مقاتل : ذِكْرُ محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ، { لَفِى زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } . { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ ءَايَةً } ، قرأ ابن عامر : « تكن » بالتاء " آيةٌ " بالرفع ، جعل الآية اسماً وخبره : { أَن يَعْلَمَهُ } ، وقرأ الآخرون بالياء ، { ءَايَةً } نصب ، جعلوا الآية خبر يكن ، معناه : أوَلم يكن لهؤلاء المنّكرين علم بني إسرائيل آية ، أي علامة ودلالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن العلماء الذين كانوا من بني إسرائيل ، كانوا يخبرون بوجود ذكره في كتبهم ، وهم : عبد الله بن سلام وأصحابه . قال ابن عباس : بعث أهل مكة إلى اليهود وهم بالمدينة فسألوهم عن محمد صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : إن هذا لزمانه وإنا نجد في التوراة نعتَه وصفته ، فكان ذلك آية على صدقه . قوله تعالى : { أَن يَعْلَمَهُ } ، يعني يعلم محمداً صلى الله عليه وسلم ، { عُلَمَاءُ بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } ، قال عطية : كانوا خمسة عبد الله بن سلام ، وابن يامين ، وثعلبة ، وأسد ، وأسيد . { وَلَوْ نَزَّلْنَـٰهُ } ، يعني القرآن ، { عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } ، جمع الأعجمي ، وهو الذي لا يفصح ولا يحسن العربية وإن كان عربياً في النسب ، والعجمي : منسوب إلى العجم ، وإن كان فصيحاً . ومعنى الآية : ولو نزلناه على رجل ليس بعربي اللسان . { فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم } ، بغير لغة العرب ، { مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } ، وقالوا : ما نفقه قولك ، نظيره قوله عزّ وجلّ : { وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ قُرْءَاناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ ءَايَـٰتُهُ } [ فصلت : 44 ] ، وقيل : معناه ولو نزلناه على رجل ليس من العرب لما آمنوا به أنفةً من اتّباعه . { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ } ، قال ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد : أدخلناه الشرك والتكذيب { فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } .