Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 221-225)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ } ، أخبركم ، { عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَـٰطِينُ } ، هذا جواب قولهم : " تنزل عليه شيطان " ، ثم بَيَّن فقال : { تَنَزَّل } ، أي تتنزل ، { عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ } ، كذاب ، { أَثِيمٍ } ، فاجر ، قال قتادة : هم الكَهَنَةُ ، يسترق الجنُّ السمعَ ثم يلقون إلى أوليائهم من الإِنس . وهو قوله عزّ وجلّ : { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ } ، أي : يستمعون من الملائكة مسترقين , فيلقون إلى الكهنة ، { وَأَكْثَرُهُمْ كَـٰذِبُونَ } ، لأنهم يخلطون به كذباً كثيراً . قوله عزّ وجلّ : { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } . قال أهل التفسير : أراد شعراء الكفار الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر مقاتل أسماءهم ، فقال : منهم عبد الله بن الزبعري السهمي ، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ، ومشافع بن عبد مناف . وأبو عزة بن عبد الله الجمحي ، وأمية بن أبي الصلت الثقفي ، تكلموا بالكذب وبالباطل ، وقالوا : نحن نقول مثل ما يقول محمد . وقالوا الشعر ، واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون أشعارهم حين يهجون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ويروون عنهم وذلك . قوله : { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } ، هم الرواة الذين يروون هجاء النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين . وقال قتادة ومجاهد : الغاوون هم الشياطين . وقال الضحاك : تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين ، ومع كل واحد منهما غواة من قومه ، وهم السفهاء فنزلت هذه الآية . وهي رواية عطية عن ابن عباس . { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلِ وَادٍ } ، من أودية الكلام ، { يَهِيمُونَ } ، حائرون وعن طريق الحق حائدون ، والهائم : الذاهب على وجهه لا مقصد له . قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية : في كل لغو يخوضون . وقال مجاهد : في كل فن يفتنون . وقال قتادة : يمدحون بالباطل ويستمعون ويهجون بالباطل ، فالوادي مثلٌ لفنون الكلام ، كما يقال أنا في وادٍ وأنت في واد . وقيل : " في كل وادٍ يهيمون " أي على كل حرف من حروف الهجاء يصُوغُون القوافي .