Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 53-58)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِى ٱلْمَدَآئِنِ حَـٰشِرِينَ } ، يحشرون الناس يعني : الشُّرَطَ ليجمعوا السحرة . وقيل : حتى يجمعوا له الجيش ، وذكر بعضهم : أنه كان له ألف مدينة واثنا عشرة ألف قرية . وقال لهم : { إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ } ، عصابة { قَلِيلُونَ } ، والشرذمة القطعة من الناس غير الكثير ، وجمعها شراذم . وقال أهل التفسير : كانت الشرذمة الذين قلَّلهم فرعون ستمائة ألف . وعن ابن مسعود قال : كانوا ستمائة وسبعين ألفاً ولا يحصى عدد أصحاب فرعون . { وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ } يقال ، غاظه وأغاظه وغيظه إذا أغضبه ، والغيظ والغضب واحد ، يقول : أغضبونا بمخالفتهم ديننا وقتلهم أبكارنا وذهابهم بأموالنا التي استعاروها ، وخروجهم من أرضنا بغير إذن منّا . { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَـٰذِرُونَ } ، قرأ أهل الحجاز والبصرة « حذرون » و « فرهين » بغير ألف وقرأ الآخرون « حاذرون » و « فارهين » بالأف فيهما ، وهما لغتان . وقال أهل التفسير : حاذرون ، أي : مُؤْدُون ومقوون ، أي : ذو أداة وقوة مستعدون شاكون في السلاح ، ومعنى " حذرون " أي خائفون شرهم . وقال الزجاج : " الحاذر " المستعد ، و " الحَذٍر " : المتيقظ . وقال الفرَّاء : " الحاذر " : الذي يحذرك الآن ، و " الحذر " المخوف . وكذلك لا تلقاه إلاّ حذراً . والحَذَر : اجتناب الشيء خوفاً منه . { فَأَخْرَجْنَـٰهُمْ مِّن جَنَّـٰتٍ } ، وفي القصة : البساتين كانت ممتدة على حافتي النيل ، { وَعُيُونٍ } ، أنهار جارية . { وَكُنُوزٍ } ، يعني الأموال الظاهرة من الذهب والفضة . قال مجاهد : سماها كنوزاً لأنه لم يعط حق الله منها ، وما لم يعط حق الله منه فهو كنز ، وإن كان ظاهراً ، قيل : كان لفرعون ثمانمائة ألف غلام ، كل غلام على فرس عتيق ، في عنق كل فرس طوق من ذهب ، { وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } ، أي مجلس حسن . قال المفسرون : أراد مجالس الأمراء والرؤساء التي كانت تحفها الأتباع . وقال مجاهد ، وسعيد بن جبير : هي المنابر . وذكر بعضهم : أنه كان إذا قعد على سريره وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب يجلس عليها الأشراف عليهم الأقبية من الديباج مَخُوصة بالذهب .