Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 59-63)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَذَلِكَ } , كما وصفنا ، { وَأَوْرَثْنَـٰهَا } ، بهلاكهم ، { بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ } ، وذلك أن الله تعالى ردّ بني إسرائيل إلى مصر بعدما أغرق فرعون وقومه ، فأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والمساكن . { فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ } ، أي : لحقوهم في وقت إشراق الشمس ، وهو إضاءتها ، أي أدرك قومُ فرعون موسى وأصحابَهُ وقت شروق الشمس . { فَلَمَّا تَرَآءَا ٱلْجَمْعَانِ } ، أي : تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه ، وكسر حمزة الراء من " تراءى " وفتحها الآخرون . { قَالَ أَصْحَـٰبُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } ، يعني سيدركنا قوم فرعون ولا طاقة لنا بهم . { قَالَ } ، موسى ثقة بوعد الله إيّاه : { كَلاَّ } ، لن يدركونا ، { إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ } ، يدلني على طريق النجاة . { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ } ، أي : فضربه " فانفلق " فانشقَّ ، { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ } ، قطعة من الماء ، { كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } ، كالجبل الضخم ، قال ابن جريج وغيره : لما انتهى موسى إلى البحر هاجت الريح والبحر يرمي بموج مثل الجبال ، فقال يوشع : يا مكلم الله أين أُمرتََ فقد غشينا فرعون والبحرُ أمامنا ؟ قال موسى : هاهنا فخاض يوشع الماء وجاز البحر ، ما يواري حافر دابته الماءُ . وقال الذي يكتم إيمانه : يا مكلم الله أين أُمرتَ ؟ قال : هاهنا فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزَّبَدُ من شدقيه ، ثم أقحمه البحر ، فارتسب في الماء ، وذهب القوم يصنعون مثل ذلك ، فلم يقدروا ، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع ، فأوحى الله إليه : أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتلَّ سَرْجه ولا لِبْدُه .