Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 74-79)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } ، معناه : إنها لا تسمع قولاً ، ولا تجلب نفعاً ، ولا تدفع ضراً ، لكن اقتدينا بآبائنا . فيه إبطال التقليد في الدين . { قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ } , الأولون . { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِىۤ } ، أي : أعداء لي ، ووحَّده على معنى أن كلَّ معبودٍ لكم عدو لي . فإن قيل : كيف وصف الأصنام بالعداوة وهي جمادات ؟ قيل : معناه فإنهم عدوٌ لي لو عبدتهم يوم القيامة ، كما قال تعالى : { سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } [ مريم : 82 ] . وقال الفرَّاء : هو من المقلوب ، أراد : فإني عدوٌ لهم لأن من عاديته فقد عاداك . وقيل : " فإنهم عدو لي " على معنى إني لا أتولاَّهم ولا أطلب من جهتهم نفعاً ، كما لا يُتَوَلَّى العدو ، ولا يُطْلب من جهته النفع . قوله : { إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، اختلفوا في هذا الاستثناء ، قيل : هو استثناء منقطع ، كأنه قال : فإنهم عدو لي لكن رب العالمين وليي . وقيل : إنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله ، فقال إبراهيم : كل من تعبدون أعدائي إلاّ ربَّ العالمين . وقيل : إنهم غير معبود لي إلاّ ربَّ العالمين ، فإني أعبده . وقال الحسين بن الفضل : معناه إلا من عَبَد ربَّ العالمين . ثم وصف معبوده فقال : { ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } , أي : يرشدني إلى طريق النجاة . { وَٱلَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ } ، أي : يرزقني ويغذني بالطعام والشراب ، فهو رازقي ومِنْ عنده رزقي .