Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 39-40)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن ٱلْجِنِّ } ، وهو المارد القوي ، قال وهب : اسمه كوذى ، وقيل : ذكوان ، قال ابن عباس : العفريت الداهية . وقال الضحاك : هو الخبيث . وقال الربيع : الغليظ ، وقال الفرّاء : القوي الشديد ، وقيل : هو صخرةُ الجنيُّ ، وكان بمنزلة الجبل يضع قدمه عند منتهى طرفه ، { أَنَاْ ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ } ، أي من مجلسك الذي تقضي فيه ، قال ابن عباس : وكان له كل غداة مجلس يقضي فيه إلى منتهى النهار ، { وَإِنِّى عَلَيْهِ } ، أي على حمله { لَقَوِىٌّ أَمِينٌ } ، على ما فيه من الجواهر ، فقال سليمان : أريد أسرع من هذا . فـ { قَالَ ٱلَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ } ، واختلفوا فيه فقال بعضهم : هو جبريل . وقيل : هو ملك من الملائكة أيد الله به نبيه سليمان عليه السلام . وقال أكثر المفسرين : هو آصف بن برخيا ، وكان صدّيقاً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى . وروى جويبر ، ومقاتل ، عن الضحاك عن ابن عباس قال : إن آصف قال لسليمان حين صلى : مدّ عينيك حتى ينتهي طرفك ، فمدّ سليمان عينيه ، فنظر نحو اليمين ، ودعا آصف فبعث الله الملائكة فحملوا السرير من تحت الأرض يخدون به خداً حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان . وقال الكلبي : خرّ آصف ساجداً ودعا باسم الله الأعظم فغار عرشها تحت الأرض حتى نبع عند كرسي سليمان . وقيل : كانت المسافة مقدار شهرين . واختلفوا في الدعاء الذي دعا به آصف ، فقال مجاهد ، ومقاتل : يا ذا الجلال والإِكرام . وقال الكلبي : يا حي يا قيوم . وروي ذلك عن عائشة . وروي عن الزهري قال : دعاء الذي عنده علم من الكتاب : يا إلهنا وإله كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلا أنت ائتني بعرشها . وقال محمد بن المنكدر : إنما هو سليمان ، قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علماً وفهماً : { أَنَاْ ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفك } ، قال سليمان هات ، قال : أنت النبي ابن النبي ، وليس أحد أوجه عند الله منك ، فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك ، فقال : صدقت ، ففعل ذلك فجيء بالعرش في الوقت . وقوله تعالى : { قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفك } ، قال سعيد بن جبير : يعني : من قبل أن يرجع إليك أقصى من ترى ، وهو أن يصل إليك من كان منك على مدّ بصرك . قال قتادة : قبل أن يأتيك الشخص من مدّ البصر . وقال مجاهد : يعني إدامة النظر حتى يرتد الطرف خاسئاً . قال وهب : تمد عينيك فلا ينتهي طرفك إلى مداه ، حتى أمثله بين يديك ، { فَلَمَّا رَءَاهُ } ، يعني رأى سليمان العرش ، { مُسْتَقِرّاً عِندَهُ } ، محمولاً إليه من مأرب إلى الشام في قدرِ ارْتدادِِ الطرف ، { قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِىۤ أَءَشْكُرُ } ، نعمته ، { أَمْ أَكْفُرُ } ، فلا أشكرها ، { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } ، أي يعود نفع شكره إليه ، وهو أن يستوجب به تمام النعمة ودوامها ، لأن الشكر قَيْدُ النعمة الموجودة وصيد النعمة المفقودة ، { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ } ، عن شكره ، { كَرِيمٌ } ، بالإفضال على من يكفر نعمه .