Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 66-68)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلِ ٱدَٰرَكَ عِلْمُهُمْ } ، قرأ أبو جعفر ، وابن كثير ، وأبو عمرو : « أدرك » على وزن أفعل أي : بلغ ولحق ، كما يقال : أدركه علمي إذا لحقه وبلغه ، يريد ما جهلوا في الدنيا وسقط علمُه عنهم علِمُوه في الآخرة . وقال مجاهد : يدرك علمهم ، { فِى ٱلآخِرَةِ } ، ويعلمونها إذا عاينوها حين لا ينفعهم علمهم . قال مقاتل : بل علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوّا وعمُوا عنه في الدنيا وهو قوله : { بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِّنْهَا } ، يعني هم اليوم في شك من الساعة ، وقرأ الآخرون : " بل ادّراك " موصولاً مشدداً مع ألف بعد الدال المشددة ، أي : تدارك وتتابع علمهم في الآخرة وتلاحق . وقيل : معناه اجتمع علمهم في الآخرة أنها كائنة ، وهم في شك في وقتهم ، فيكون بمعنى الأول . وقيل : هو على طريق الاستفهام ، معناه : هل تدارك وتتابع علمهم بذلك في الآخرة ؟ أي : لم يتتابع وضل وغاب علمهم به فلم يبلغوه ولم يدركوه ، لأن في الاستفهام ضرباً من الجحد يدل عليه . قراءة ابن عباس « بلى » بإثبات الياء ، « أدّارك » بفتح الألف على الاستفهام ، أي : لم يدرك ، وفي حرف أُبيّ « أم تدرك علمهم » ، والعرب تضع " بل " موضع " أم " و " أم " موضع " بل " . وجملة القول فيه : أن الله أخبر أنهم إذا بعثوا يوم القيامة يستوي علمهم في الآخرة وما وعدوا فيها من الثواب والعقاب ، وإن كانت علومهم مختلفة في الدنيا . وذكر علي بن عيسى أن معنى « بل » هاهنا : " لو " ومعناه : لو أدركوا في الدنيا ما أدركوا في الآخرة لم يشكوا . قوله عزّ وجلّ : { بَلْ همْ فِى شَكٍ مِنْهَا } ، بل هم اليوم في الدنيا في شك من الساعة . { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } ، جمع عمٍ ، وهو الأعمى القلب . قال الكلبي : يقول هم جهلة بها . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } ، يعني مشركي مكة ، { أَءِذَا كُنَّا تُرَاباً وَءَابَآؤُنَآ أَءِنَّا لَمُخْرَجُونَ } ، من قبورنا أحياء ، قرأ أهل المدينة « إذا » غير مستفهم « أئنَّا » بالاستفهام ، وقرأ ابن عامر ، والكسائي : « أإذا » بمهزتين « أإننا » بنونين ، وقرأ الآخرون باستفهامها . { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا } ، أي هذا البعث ، { نَحْنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبْل } ، أي : من قبل محمد ، وليس ذلك بشيء { إِنَّ هَـٰذَآ } ، ما هذا { إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } ، أحاديثهم وأكاذيبهم التي كتبوها .