Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 77-81)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِنَّهُ } ، يعني القرآن ، { لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ } . { إِن رَبَّكَ يَقْضِى } ، يفصل ، { بَيْنَهُم } ، أي : بين المختلفين في الدين يوم القيامة ، { بِحُكْمِهِ } ، الحق ، { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } ، المنيع فلا يرد له أمر ، { ٱلْعَلِيمُ } ، بأحوالهم فلا يخفى عليه شيء . { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ } ، البيّن . { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } ، يعني الكفار ، { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ } ، قرأ ابن كثير : " لا يَسْمَع " بالياء وفتحها وفتح الميم " الصُّمُّ " رفع ، وكذلك في سورة الروم ، وقرأ الباقون بالتاء وضمها وكسر الميم ، " الصُّمَّ " نصب . { إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } ، معرضين . فإن قيل ما معنى قوله : { وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } ، وإذا كانوا صماً لا يسمعون سواء ولّوا أو لم يولوا ؟ . قيل : ذكره على سبيل التأكيد والمبالغة . وقيل : الأصم إذا كان حاضراً فقد يسمع برفع الصوت ويفهم بالإِشارة ، فإذا ولّى لم يسمع ولم يفهم . قال قتادة : الأصم إذا ولى مدبراً ثم ناديته لم يسمع ، كذلك الكافر لا يسمع ما يدعى إليه من الإِيمان . ومعنى الآية أنهم لفرط إعراضهم عما يدعون إليه كالميت الذي لا سبيل إلى إسماعه ، والأصم الذي لا يسمع . { وَمَآ أَنتَ بِهَادِى ٱلْعُمْىِ } ، قرأ الأعمش ، وحمزة : « تهدي » بالتاء وفتحها على الفعل « العمي » بنصب الياء هاهنا وفي الروم . وقرأ الآخرون بهادي بالباء على الاسم ، « العمي » بكسر الياء ، { عَن ضَلَـٰلَتِهِمْ } ، أي : ما أنت بمرشد من أعماه الله عن الهدى وأعمى قلبه عن الإِيمان ، { إِن تُسْمِعُ } ، ما تسمع ، { إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِـئَايَـٰتِنَا } ، إلاّ من يصدق بالقرآن أنه من الله ، { فَهُم مُّسْلِمُونَ } ، مخلصون .