Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 85-87)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ } ، وجب العذاب ، { عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُواْ } ، بما أشركوا ، { فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } ، قال قتادة : كيف ينطقون ولا حجة لهم ، نظيره قوله تعالى : { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المرسلات : 35 - 36 ] ، وقيل : لا ينطقون لأن أفواههم مختومة . قوله عزّ وجلّ : { ألَمْ يَرَواْ أنَّا جَعَلْنَا } ، خلقنا ، { ٱلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } ، مضيئاً يبصر فيه ، { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، يصدقون فيعتبرون . قوله تعالى : { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ } ، والصور قرن ينفخ فيه إسرافيل ، وقال الحسن : الصور هي القرن ، وأوّل بعضهم كلامه أن الأرواح تجمع في القرن ثم ينفخ فيه فتذهب الأرواح إلى الأجساد فتحيا بالأجساد . قوله : { فَفَزِعَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ } ، أي : فصعق ، كما قال في آية أخرى : { فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } [ الزمر : 68 ] ، أي : ماتوا ، والمعنى أنه يلقى عليهم الفزع إلى أن يموتوا . وقيل : ينفخ إسرافيل في الصور . ثلاث نفخات : نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة القيام لرب العالمين . قوله : { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } ، اختلفوا في هذا الاستثناء . روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عن قوله : { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } ، قال : هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش . وروى سعيد بن جبير ، وعطاء عن ابن عباس : هم الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم لا يصل الفزع إليهم . وفي بعض الآثار : " الشهداء ثنية الله عزّ وجلّ " ، أي : الذين استثناهم الله تعالى . وقال الكلبي ، ومقاتل : يعني جبريل ، ومكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، فلا يبقى بعد النفخة إلاّ هؤلاء الأربعة ثم يقبض الله روح ميكائيل ، ثم روح إسرافيل ، ثم روح ملك الموت ، ثم روح جبريل فيكون آخرهم موتاً جبريل عليه السلام . ويُروى أن الله تعالى يقول لملك الموت : خذ نفس إسرافيل ، ثم يقول : من بقي يا ملك الموت ؟ فيقول سبحانك ربي تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإِكرام ، بقي جبريل وميكائيل وملك الموت ، فيقول : خذ نفس ميكائيل ، فيأخذ نفسه ، فيقع كالطود العظيم ، فيقول من بقي ؟ فيقول : سبحانك ربي تباركت وتعاليت ، بقي جبريل وملك الموت ، فيقول : مت يا ملك الموت ، فيموت ، فيقول : يا جبريل من بقي ؟ فيقول : تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإِكرام وجهك الباقي الدائم وجبريل الميت الفاني ، قال فيقول : يا جبريل لا بد من موتك ، فيقع ساجداً يخفق بجناحيه فيروى أنه فضل خلقه على فضل ميكائيل كالطود العظيم على الظرب من الظراب . ويروى أنه يبقى مع هؤلاء الأربعة حملة العرش ، فيقبض روح جبريل وميكائيل ، ثم أرواح حملة العرش ، ثم روح إسرافيل ، ثم روح ملك الموت . أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الخرقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني ، أخبرنا عبد الله بن علي الجوهري ، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني ، أحبرنا علي بن حجر ، أخبرنا إسماعيل ابن جعفر ، أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله ، ثم ينفخ فيه أُخرى فأكون أول من يرفع رأسه ، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أكان ممن استثنى الله عزّ وجلّ أم رفع رأسه قبلي ؟ ومن قال أنا خير من يونس بن مَتّى فقد كذب " . قال الضحاك : هم رضوان ، والحور ، ومالك ، والزبانية . وقيل : عقارب النار وحياتها . قوله عزّ وجلّ : { وَكُلٌّ } ، أي : كل الذين أحيوا بعد الموت ، { أَتَوْهُ } ، قرأ الأعمش ، وحمزة ، وحفص : « أَتوه » مقصوراً بفتح التاء على الفعل أي جاءوه ، وقرأ الآخرون بالمد وضم التاء كقوله تعالى : { وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَرْداً } [ مريم : 95 ] ، { دَٰخِرِينَ } ، صاغرين .