Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 88-89)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } ، قائمة واقفة ، { وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } ، أي : تسير سير السحاب حتى تقع على الأرض . فتستوي بها وذلك أن كل شيء عظيم وكل جمع كثير يقصر عنه البصر لكثرته وبعد ما بين أطرافه فهو في حسبان الناظر واقف وهو سائر ، كذلك سير الجبال لا يرى يوم القيامة لعظمتها كما أن سير السحاب لا يرى لعظمه وهو سائر ، { صُنْعَ ٱللَّهِ } ، نصب على المصدر ، { ٱلَّذِىۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ } ، أي : أحكم ، { إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } ، قرأ ابن كثير ، وأهل البصرة : بالياء ، والباقون بالتاء . { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } ، بكلمة الإِخلاص ، وهي شهادة أن لا إله إلا الله ، قال أبو معشر : كان إبراهيم يحلف ولا يستثني : أن الحسنة لا إله إلا الله . وقال قتادة : بالإِخلاص . وقيل : هي كل طاعة ، { فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } ، قال ابن عباس : فمنها يصل الخير إليه ، يعني : له من تلك الحسنة خير يوم القيامة ، وهو الثواب والأمن من العذاب ، أما أن يكون له شيء خير من الإِيمان فلا ، لأنه ليس شيء خيراً من قوله لا إله إلا الله . وقيل : فله خير منها يعني : رضوان الله ، قال تعالى : { وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } [ التوبة : 72 ] ، وقال محمد بن كعب ، وعبد الرحمن بن زيد : " فله خير منها " يعني : الأضعاف ، أعطاه الله تعالى بالواحدة عشراً فصاعداً ، وهذا حسن لأن للأضعاف خصائص ، منها : أن العبد يسأل عن عمله ولا يسأل عن الأضعاف ، ومنها : أن للشيطان سبيلاً إلى عمله وليس له سبيل إلى الأضعاف ، ولا مطمع للخصوم في الأضعاف ، ولأن الحسنة على استحقاق العبد والتضعيف كما يليق بكرم الرب تبارك وتعالى . { وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءَامِنُونَ } ، قرأ أهل الكوفة : « من فزعٍ » بالتنوين " يومَئذٍ " بفتح الميم ، وقرأ الآخرون بالإِضافة لأنه أعم فإنه يقتضي الأمن من جميع فزع ذلك اليوم ، وبالتنوين كأنه فزع دون فزع ، ويفتح أهل المدينة الميم من يومئذٍ .