Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 30-34)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّآ أَتَـٰهَا نُودِىَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِى ٱلأَيْمَنِ } ، من جانب الوادي الذي عن يمين موسى ، { فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ } ، لموسى ، جعلها مباركة لأن الله كلّم موسى هناك وبعثه نبياً . وقال عطاء : يريد المقدسة ، { مِنَ ٱلشَّجَرَةِ } ، من ناحية الشجرة . قال ابن مسعود : كانت سَمُرة خضراء تبرق ، وقال قتادة ومقاتل والكلبي : كانت عَوْسَجَة . قال وهب من العُلَّيق ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنها العنَّاب ، { أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّىۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } . { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ } ، تتحرك ، { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } ، وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها ، { وَلَّىٰ مُدْبِراً } ، هارباً منها ، { وَلَمْ يُعَقِّبْ } ولم يرجع ، فنودي ، { يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ } . { ٱسْلُكْ } ، أدخل { يَدَكَ فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } ، برص ، فخرجت ولها شعاع كضوء الشمس ، { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهْبِ } ، قرأ أهل الكوفة والشام بضم الراء وسكون الهاء ، وبفتح الراء حفص ، وقرأ الآخرون بفتحهما ، وكلها لغات بمعنى الخوف . ومعنى الآية : إذا هَالَكَ أمرُ يدك وما ترى من شعاعها فأدخِلْها في جيبك تعدْ إلى حالتها الأولى . و " الجناح " : اليد كلها . وقيل : هو العضد . وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهم : أمره الله أن يضم يده إلى صدره فيذهب عنه ما ناله من الخوف عند معاينة الحية ، وقال : ما من خائف بعد موسى إلا إذا وضع يده على صدره زال خوفه . وقال مجاهد : كل من فزع فضم جناحه إليه ذهب عنه الفزع . وقيل : المراد من ضم الجناح السكون أي : سكن روعك واخفض عليك جأنبك ، لأن من شأن الخائف أن يضطرب قلبه ويرتعد بدنه ، ومثله قوله : { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ } [ الإسراء : 24 ] ، يريد الرفق ، وقوله : { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤمِنِينَ } [ الشعراء : 215 ] ، أي : ارفق بهم وأَلِنْ جانبك لهم . وقال الفراء : أراد بالجناح العصا ، معناه : أضمم إليك عصاك . وقيل : " الرَّهْب " الكُمْ بلغة حمير ، قال الأصمعي : سمعت بعض الأعراب يقول : أعطني ما في رهبك ، أي : في كمك ، معناه : اضمم إليك يدك وأخرجها من الكم ، لأنه تناول العصا ويده في كمه . { فَذَانِكَ } ، يعني : العصا واليد البيضاء ، { بُرْهَانَـٰنِ } ، آيتان ، { مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } . { قَالَ رَبِّ إِنِّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } . { وَأَخِى هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } , وإنما قال ذلك للعقدة التي كانت في لسانه من وضع الجمرة في فيه ، { فَأَرْسِلْهِ مَعِيَ رِدْءاً } ، عوناً ، يقال ردأته أي : أعنته ، قرأ نافع « رداً » بفتح الدال من غير همز طلباً للخفة ، وقرأ الباقون بسكون الدال مهموزاً ، { يُصَدِّقُنِى } ، قرأ عاصم ، وحمزة : برفع القاف على الحال ، أي : ردءاً مصدقاً ، وقرأ الآخرون بالجزم على جواب الدعاء والتصديق لهارون في قول الجميع ، قال مقاتل : لكي يصدقني فرعون ، { إِنِّىۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } ، يعني فرعون وقومه .