Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 35-42)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } ، أي : نقويك بأخيك ، وكان هارون يومئذٍ بمصر ، { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَـٰناً } ، حجةً وبرهاناً ، { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِـئايَـٰتِنَآ } ، أي : لا يصلون إليكما بقتل ولا سوء لمكان آياتنا ، وقيل : فيه تقديم وتأخير ، تقديره : ونجعل لكما سلطاناً بآياتنا بما نعطيكما من المعجزات فلا يصلون إليكما ، { أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَـٰلِبُونَ } ، أي لكما : ولأتباعكما الغلبة على فرعون وقومه . { فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِـئَايَـٰتِنَا بَيِّنَـٰتٍ } ، واضحات ، { قَالُواْ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى } ، مختلق ، { وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } ، بالذي تدعونا إليه ، { فِىۤ ءَابَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } . { وَقَالَ مُوسَىٰ } قرأ أهل مكة بغير واو ، وكذلك هو في مصاحفهم ، { رَبِّىۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ } , بالمحقِّ من المبطل ، { وَمَن تَكُونُ لَهُ عَـٰقِبَةُ ٱلدَّارِ } , يعني العقبى المحمودة في الدار الآخرة ، { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } , أي : الكافرون . { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملاَُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَٰهَـٰمَـٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ } ، فاطبخ لي الآجر ، وقيل : إنه أول من اتخذ الآجر وبنى به ، { فَٱجْعَل لِّى صَرْحاً } ، قصراً عالياً ، وقيل : منارة ، قال أهل التفسير : لما أمر فرعون وزيره هامان ببناء الصرح ، جمع هامان العمال والفعلة حتى اجتمع خمسون ألف بنَّاء سوى الأتباع والأجراء ، ومن يطبخ الآجر والجص وينجر الخشب ويضرب المسامير ، فرفعوه وشيدوه حتى ارتفع ارتفاعاً لم يبلغه بنيان أحد من الخلق ، أراد الله عزّ وجلّ أن يفتنهم فيه ، فلما فرغوا منه ارتقى فرعون فوقه وأمر بنشابه فرمى بها نحو السماء فردت إليه وهي ملطخة دماً ، فقال قد قتلتُ إله موسى ، وكان فرعون يصعد على البراذين ، فبعث الله جبريل جنح غروب الشمس فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع فوقعت قطعة منها على عسكر فرعون فقتلت منهم ألف ألف رجل ، ووقعت قطعة في البحر وقطعة في المغرب ، ولم يبق أحد ممن عمل فيه بشيء إلاّ هلك ، فذلك قوله تعالى : { فَأَوْقِدْ لِى يَٰهَـٰمَـٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّى صَرْحاً لَّعَلِّىۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } ، أنظر إليه وأقف على حاله ، { وَإِنِّى لأَظُنُّهُ } ، يعني موسى ، { مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } ، في زعمه أن للأرض وللخلق إلهاً غيري ، وأنه رسوله . { وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } ، قرأ نافع ، وحمزة ، والكسائي ويعقوب : « يَرْجِعون » بفتح الياء وكسر الجيم ، والباقون بضم الياء وفتح الجيم . { فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ } ، فألقيناهم ، { فِى ٱلْيَمِّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ } . { وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً } ، قادة ورؤساء ، { يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ لاَ يُنصَرُونَ } لا يمنعون من العذاب . { وَأَتْبَعْنَـٰهُم فِى هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً } ، خزياً وعذاباً ، { وَيَوْمَ القِيَـٰمَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ } ، من المبعدين المعلونين ، وقال أبو عبيدة : من المهلكين . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من المشوهين بسواد الوجوه وزرقة العيون ، يقال : قَبَحه الله ، وقبَّحه إذا جعله قبيحاً ، ويقال : قبحه قبحاً ، وقبوحاً ، إذا أبعده من كل خير .