Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 58-61)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } ، أي من أهل قرية ، { بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا } ، أي : في معيشتها ، أي أشرت وطغت ، قال عطاء : عاشُوا في البطر فأكلوا رزق الله وعبدوا الأصنام ، { فَتِلْكَ مَسَـٰكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً } . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لم يسكنها إلا المسافرون ومارُّ الطريق ، يوماً أو ساعة ، معناه : لم تسكن من بعدهم إلا سكوناً قليلاً . وقيل : معناه لم يعمر منها إلا أقلها وأكثرها خراب ، { وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَٰرِثِينَ } ، كقوله : { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا } [ مريم : 40 ] . { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ } ، أي : القرى الكافر أهلها ، { حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِىۤ أُمِّهَا رَسُولاً } ، يعني : في أكبرها وأعظمها رسولاً ينذرهم ، وخص الأعظم ببعثة الرسول فيها ، لأن الرسول يبعث إلى الأشراف والأشراف يسكنون المدائن ، والمواضع التي هي أمُّ ما حولها ، { يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِنَا } ، قال مقاتل : يخبرهم الرسول أن العذاب نازل بهم إن لم يؤمنوا ، { وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى ٱلْقُرَىٰ إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَـٰلِمُونَ } ، مشركون ، يريد أهلكتهم بظلمهم . { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَىْءٍ فَمَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا } , تتمتعون بها أيام حياتكم ثم هي إلى فناء وانقضاء ، { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ، أن الباقي خير من الفاني . قرأ عامة القراء : « تعقلون » بالتاء وأبو عمرو بالخيار بين التاء والياء . { أَفَمَن وَعَدْنَـٰهُ وَعْداً حَسَناً } , أي الجنة ، { فَهُوَ لاَقِيهِ } ، مصيبه ومدركه وصائر إليه ، { كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَـٰعَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } ، ويزول عن قريب { ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } ، النار ، قال قتادة : يعني المؤمن والكافر ، قال مجاهد : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل . وقال محمد بن كعب نزلت في حمزة وعلي وأبي جهل . وقال السدي : نزلت في عمار والوليد بن المغيرة .