Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 66-70)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَعَمِيَتْ } ، خفيت واشتبهت ، { عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ } ، أي : الأخبار والأعذار ، وقال مجاهد : الحجج ، { يَوْمَئِذٍ } فلا يكون لهم عذر ولا حجة ، { فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } : لا يجيبون ، وقال قتادة : لا يحتجون ، وقيل : يسكنون لا يسأل بعضهم بعضاً . { فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ } ، من السعداء الناجين . قوله تعالى : { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } ، نزلت هذه الآية جواباً للمشركين حين قالوا : " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " يعني : الوليد بن المغيرة ، أو عروة بن مسعود الثقفي ، أخبر الله تعالى أنه لا يبعث الرسل باختيارهم . قوله عزّ وجلّ : { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } ، قيل : « ما » للإثبات ، معناه : ويختار الله ما كان لهم الخيرة ، أي : يختار ما هو الأصلح والخير . وقيل : هو للنفي أي : ليس إليهم الاختيار ، أو ليس لهم أن يختاروا على الله ، كما قال تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } [ الأحزاب : 36 ] ، و " الخيرة " : اسم من الاختيار يقام مقام المصدر ، وهي اسم للمختار أيضاً كما يُقال : محمدٌ خيرةُ اللَّهِ من خلقه ، ثم نزّه نفسه فقال : { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } . { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } , يظهرون . { وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلأُولَىٰ وَٱلأَخِرَةِ } , يحمده أولياؤه في الدنيا ، ويحمدونه في الآخرة في الجنة ، { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ } ، فصل القضاء بين الخلق . قال ابن عباس رضي الله عنهما : حكم لأهل طاعته بالمغفرة ولأهل معصيته بالشقاء ، { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } .