Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 18-22)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ } ، مثل عاد وثمود وغيرهم فأهلكوا ، { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } . { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ } ، كيف يخلقهم ابتداء نطفة ثم علقة ثم مضغة { ثُمَّ يُعِيدُهُ } في الآخرة عند البعث { إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } . { قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ } ، فانظروا إلى ديارهم وآثارهم كيف بدأ خلقهم ، { ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخِرَةَ } ، أي : ثم الله الذي خلقها ينشئها نشأة ثانية بعد الموت ، فكما لم يتعذر عليه إحداثها مبدءاً لا يتعذر عليه إنشاؤها معيداً . قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : « النشأة » بفتح الشين ممدودة حيث وقعت ، وقرأ الآخرون بسكون الشين مقصورة نظيرها الرّافة والرأفة . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } . { يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } ، تردون . { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى ٱلسَّمَآءِ } ، فإن قيل ما وجه قوله : { وَلاَ فِى ٱلسَّمَآءِ } والخطاب مع الآدميين ، وهم ليسوا في السماء ؟ . قال الفراء : معناه ولا من في السماء بمعجز ، كقول حسان بن ثابت : @ فَمَنْ يَهْجُو رسولَ الله مِنْكُمْ وَيَمْدَحُهُ ويَنْصُرُهُ سَوَاءُ @@ أراد : من يمدحه ومن ينصره ، فأضمر " من " ، يريد : لا يعجزه أهل الأرض في الأرض ، ولا أهل السماء في السماء . وقال قطرب : معناه : وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء لو كنتم فيها ، كقول الرجل : لا يفوتني فلان هاهنا ولا بالبصرة ، أي : ولا بالبصرة لو كان بها ، { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } ، أي : من وليٍّ يمنعكم مني ولا نصير ينصركم من عذابي .