Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 23-26)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـئَايَـٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ } , بالقرآن وبالبعث ، { أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى } ، جنتي ، { وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، فهذه الآيات في تذكير أهل مكة وتحذيرهم ، وهي معترضة في قصة إبراهيم ، فقال جل ذكره : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ } ، وجعلها عليه برداً وسلاماً ، { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لاََيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، يصدقون . { وَقَالَ } , يعني إبراهيم لقومه : { إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَـٰناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ } ، قرأ ابن كثير ، والكسائي ، وأبو عمرو ، ويعقوب : « مودةُ » رفعاً بلا تنوين ، « بينكم » خفضاً بالإِضافة على معنى : إن الذين اتخذتم من دون الله أوثاناً هي مودة بينكم ، { فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } ، ثم هي تنقطع ولا تنفع في الآخرة . ونصب حمزة ، وحفص : « مودةَ » من بغير تنوين على الإِضافة بوقوع الاتخاذ عليها . وقرأ اللآخرون « مودةً » منصوبة منونة " بينكُم " بالنصب ، معناه إنكم إنما اتخذتم هذه الأوثان مودةً بينكم في الحياة الدنيا تتواردون على عبادتها وتتواصلون عليها في الدنيا . { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً } ، تتبرأ الأوثان من عابديها ، وتتبرأ القادة من الأتباع ويلعن الأتباع القادة ، { وَمَأْوَاكُمُ } ، جميعاً العابدون والمعبودون ، { ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّـٰصِرِينَ } . { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } ، يعني : صدقه وهو أول من صدّق إبراهيم وكان ابن أخيه ، { وَقَالَ } يعني إبراهيم { إِنِّى مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّىۤ } ، فهاجر من كوثى ، وهو من سواد الكوفة إلى حران ثم إلى الشام ، ومعه لوط وامرأته سارة ، وهو أول من هاجر ، قال مقاتل : هاجر إبراهيم عليه السلام وهو ابن خمس وسبعين سنة ، { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } .