Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 49-56)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بَلْ هُوَ ءَايَـٰتٌ بَيِّنَـٰتٌ } ، قال الحسن : يعني القرآن آيات بينات ، { فِى صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } ، يعني المؤمنين الذين حملوا القرآن . وقال ابن عباس رضي الله عنهما ، وقتادة : بل هو يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ذو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب ، لأنهم يجدونه بنعته وصفته في كتبهم ، { وَمَا يَجْحَدُ بِـئَايَـٰتِنَآ إِلاَّ ٱلظَّـٰلِمُونَ } . { وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَـٰتٌ مِّن رَّبِّهِ } ، كما أنزل على الأنبياء من قبل ، قرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر : " آية " على التوحيد ، وقرأ الآخرون : " آيات من ربه " ، لقوله عزّ وجلّ : { قُلْ إِنَّمَا ٱلأَيَـٰتُ عِندَ ٱللَّهِ } ، وهو القادر على إرسالها إذا شاء أرسلها ، { وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } ، أنذر أهل المعصية بالنار ، وليس إنزال الآيات بيدي . { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ } ، هذا الجواب لقوله : { لولا أنزل عليه آيات من ربه } قال : { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } ، يعني : أولم يكفهم من الآيات القرآن يتلى عليهم ، { إِنَّ فِى ذٰلِكَ } ، في إنزال القرآن ، { لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، أي : تذكيراً وعظة لمن آمن وعمل به . { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً } ، أني رسوله وهذا القرآن كتابه ، { يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱلْبَـٰطِلِ } ، قال ابن عباس : بغير الله . وقال قتادة : بعبادة الشيطان ، { وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ } . { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } ، نزلت في النضر بن الحارث حين قال : فأمطر علينا حجارة من السماء ، { وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى } ، قال ابن عباس : ما وعدتك أني لا أعذب قومك ولا أستأصلهم وأؤخر عذابهم إلى يوم القيامة كما قال : { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } [ القمر : 46 ] وقال الضحاك : مدة أعمارهم , لأنهم إذا ماتوا صاروا إلى العذاب ، وقيل : يوم بدر ، { لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ } ، يعني العذاب وقيل الأجل ، { بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } ، بإتيانه . { يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } ، أعاده تأكيداً ، { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَـٰفِرِينَ } ، جامعة لهم لا يبقى أحد منهم إلا دخلها . { يَوْمَ يَغْشَـٰهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } ، يعني : إذا غشيهم العذاب أحاطت بهم جهنم كما قال : { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [ الأعراف : 41 ] ، { وَيِقُولُ ذُوقُواْ } ، قرأ نافع ، وأهل الكوفة : « ويقول » بالياء ، أي : ويقول لهم الموكل بعذابهم : وقرأ الآخرون بالنون ؛ لأنه لما كان بأمره نسب إليه ، { مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ، أي : جزاء ما كنتم تعملون . { يـَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِى وَاسِعَةٌ فَإِيَّاىَ فَٱعْبُدُونِ } ، قال مقاتل والكلبي : نزلت في ضعفاء مسلمي مكة ، يقول : إن كنتم في ضيق بمكة من إظهار الإِيمان فاخرجوا منها إلى أرض المدينة ، إن أرضي يعني المدينة واسعة آمنة . قال مجاهد : إنّ أرضي المدينة واسعة فهاجروا وجاهدوا فيها . وقال سعيد بن جبير : إذا عمل في الأرض بالمعاصي فاخرجوا منها فإن أرضي واسعة . وقال عطاء : إذا أُمرتم بالمعاصي فاهربوا فإن أرضي واسعة . وكذلك يجب على كل من كان في بلد يُعمل فيها بالمعاصي ولا يمكنه تغيير ذلك أن يهاجر إلى حيث يتهيأ له العبادة . وقيل : نزلت في قوم تخلفوا عن الهجرة بمكة ، وقالوا : نخشى ، إن هاجرنا ، من الجوع وضيق المعيشة ، فأنزل الله هذه الآية ولم يعذرهم بترك الخروج . وقال مطرف بن عبد الله : " أرضي واسعة " أي رزقي لكم واسع فاخرجوا .