Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 61-67)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } ، يعني كفار مكة ، { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } . { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٍ } . { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } ، على أن الفاعل لهذه الأشياء هو الله ، { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } ، وقيل : قل الحمد لله على إقرارهم ولزوم الحجة عليهم ، { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } ، ينكرون التوحيد مع إقرارهم بأنه الخالق لهذه الأشياء . قوله تعالى : { وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ } ، اللهو هو : الاستمتاع بلذات الدنيا ، واللَّعِب : العبث ، سميت بها لأنها فانية . { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلأَخِرَةَ لَهِىَ ٱلْحَيَوَانُ } ، أي : الحياة الدائمة الباقية ، و " الحيوان " : بمعنى الحياة ، أي : فيها الحياة الدائمة ، { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } ، فناء الدنيا وبقاء الآخرة . قوله تعالى : { فَإذَا رَكِبواْ فِى ٱلْفُلْكِ } وخافوا الغرق ، { دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } ، وتركوا الأصنام ، { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } ، هذا إخبار عن عنادهم وأنهم عند الشدائد يقرّون أن القادر على كشفها هو الله عزّ وجلّ وحده ، فإذا زالت عادوا إلى كفرهم . قال عكرمة : كان أهل الجاهلية إذا ركبوا البحر حملوا معهم الأصنام فإذا اشتدت بهم الريح ألقوها في البحر وقالوا : يا رب يا رب . { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيْنَـٰهُمْ } ، هذه لام الأمر ، ومعناه التهديد والوعيد ، كقوله : { ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } [ فصلت : 40 ] ، أي : ليجحدوا نعمة الله في إنجائه إيّاهم ، { وَلِيَتَمَتَّعُواْ } ، قرأ حمزة ، والكسائي : ساكنة اللام ، وقرأ الباقون بكسرها نسقاً على قوله : « ليكفروا » ، { فَسَوْفَ يَعلَمُونَ } ، قيل : مَنْ كسر اللام جعلها لام كي وكذلك في ليكفروا ، والمعنى لا فائدة لهم في الإِشراك إلا الكفر والتمتع بما يتمتعون به في العاجلة من غير نصيب في الآخرة . { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً ءَامَناً ويُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهمْ } ، يعني العرب ، يسبي بعضهم بعضا ، وأهل مكة آمنون ، { أَفَبِٱلْبَـٰطِلِ } ، بالأصنام والشيطان ، { يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ } ، بمحمد والإِسلام ، { يَكْفُرُونَ } .