Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 114-117)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ وَأُوْلَـٰئِكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } . { وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص بالياء فيهما ، إخبار عن الأمة القائمة ، وقرأ الآخرون بالتاء فيهما ، لقوله { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ } ، وأبو عمرو يرَى القراءتين جميعاً ، ومعنى الآية : وما تفعلوا من خير فلن تُعدموا ثوابَه ، بل يشكر لكم وتجازون عليه ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } ، بالمؤمنين . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } ، أي : لا تدفع أموالهم بالفدية وأولادهم بالنصرة شيئاً من عذاب الله ، وخصهما بالذكر لأن الإِنسان يدفع عن نفسه تارة بفداء المال وتارة بالاستعانة بالأولاد . { وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } ، وإنّما جعلهم من أصحابها لأنهم أهلها لا يخرجون منها ولا يُفارقونها ، كصاحب الرجل لا يفارقه . { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، قيل : أراد نفقات أبي سفيان وأصحابه ببدرٍ وأُحد على عداوة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وقال مقاتل : نفقة اليهود على علمائهم ، قال مجاهد : يعني جميع نفقات الكفار [ في الدنيا ] وصدقاتهم ، وقيل : أراد إنفاق المرائي الذي لا يبتغي به وجهَ الله تعالى ، { كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } ، [ حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنها السَّموم الحارة التي تقتل ، وقيل : ] فيها صِرٌّ أي : صوت ، وأكثر المفسرين قالوا : فيها برد شديد ، { أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ } زرعَ قوم ، { ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } ، بالكفر والمعصية ومنع حق الله تعالى ، { فَأَهْلَكَتْهُ } . فمعنى الآية : مثل نفقات الكفار في ذهابها وقت الحاجة إليها كمثل زرع أصابته ريح باردة فأهلكته أو نار فأحرقته فلم ينتفع أصحابه منه بشيء ، { وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } ، بذلك ، { وَلَـٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ، بالكفر والمعصية .