Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 23-24)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } يعني اليهود { يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَـٰبِ ٱللَّهِ } اختلفوا في هذا الكتاب ، فقال قتادة : هم اليهود دُعوا إلى حكم القرآن فأعرضوا عنه . وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية : إِن الله تعالى جعل القرآن حكماً فيما بينهم وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فحكم القرآن على اليهود والنصارى أنهم على غير الهدى فأعرضوا عنه ، وقال الآخرون : هو التوراة . روى سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم بيت المدارس على جماعة من اليهود ، فدعاهم إلى الله عز وجل . فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد : على أي دين أنت يا محمد ؟ فقال : على ملة إبراهيم ، قالا : إن إبراهيم كان يهودياً ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : « فهلمُّوا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم » " فأبيا عليه ، فأنزل الله تعالىٰ هذه الآية . وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن رجلاً وامرأة من أهل خيبر زنيا وكان في كتابهم الرجم ، فكرهوا رجمهما لشرفهما فيهم ، فرفعوا أمرهما إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ورجوا أن يكون عنده رخصة فحكم عليهما بالرجم فقال له النعمان بن أوفى وبحري بن عمرو : جُرْتَ عليهما يا محمد ليس عليهما الرجم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم « بيني وبينكم التوراة » قالوا : قد أنصفتنا ، قال « فمن أعلمكم بالتوراة » قالوا رجل أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا ، فأرسلوا إليه فقدم المدينة ، وكان جبريل قد وصفه لرسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم « أنت ابن صوريا ؟ » قال : نعم ، قال : « أنت أعلم اليهود » ؟ قال : كذلك يزعمون قال : فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بشيء من التوراة ، فيها الرجم مكتوب ، فقال له : « اقرأ » فلما أتى على آية الرجم وضع كفه عليها وقرأ ما بعدها على رسول الله صلّى الله عليه وسلم . فقال عبد الله ابن سلام ، يا رسول الله قد جاوزها فقام فرفع كفه عنها ثم قرأ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعلى اليهود بأن المحصن والمحصنة إذا زنيا وقامت عليهما البينة رجما ، وإن كانت المرأة حبلى تربص بها حتى تضع ما في بطنها ، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم باليهوديين فرجما ، فغضب اليهود لذلك وانصرفوا " . فأنزل الله عز وجل { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ ٱللَّهِ } { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ * ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَ أَيَّامًا مَّعْدُودَٰتٍ وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِم } والغرور هو الإِطماع فيما لا يحصل منه شيء { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } والافتراء اختلاق الكذب .