Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 25-25)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ } أي فكيف حالهم أو كيف يصنعون إذا جمعناهم { لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } [ وهو يوم القيامة ] { وَوُفِّيَتْ } [ وفِّرَتْ ] { كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } أي جزاء ما كسبت من خير أو شر { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم . قوله تعالى : { قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ } قال قتادة ذكر لنا أن النبي صلّى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقال ابن عباس رضي الله عنهما وأنس بن مالك رضي الله عنه لما افتتح رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة وعد أمته ملك فارس والروم قالت المنافقون واليهود : هيهات هيهات من أين لمحمد صلّى الله عليه وسلم ملك فارس والروم ؟ وهم أعز وأمنع من ذلك ألم يكف محمداً مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم ؟ فأنزل الله هذه الآية { قُلِ ٱللَّهُمَّ } قيل : معناه يا الله فلما حذف حرف النداء زيد الميم في آخره ، وقال قوم : للميم فيه معنى ، ومعناها يا الله أُمَّنا بخير أي : اقصدنا ، حذف منه حرف النداء كقولهم : هلم إلينا ، كان أصله هل أُمَّ إلينا ، ثم كثرت في الكلام فحذفت الهمزة استخفافاً وربما خففوا أيضاً فقالوا : لا هُمَّ ، قوله : { مَـٰلِكَ ٱلْمُلْكِ } [ يعني يا مالك الملك ] أي مالك العباد وما ملكوا ، وقيل يا مالك السموات والأرض ، وقال الله تعالى في بعض الكتب : « أنا الله ملك الملوك ، ومالك الملوك وقُلوب الملوك ونواصيهم بيدي فإن العباد أطاعوني جعلتهم عليهم رحمةً وإن عصوني جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسب الملوك ولكن توبوا إليَّ أعطفهم عليكم » .