Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 56-60)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي ٱلدُّنْيَا } بالقتل والسبي والجزية والذلة { وَٱلآخِرَةِ } أي وفي الآخرة بالنار { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّـٰصِرِينَ } . { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ } قرأ الحسن وحفص بالياء ، والباقون بالنون أي نوفي أجور أعمالهم { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي لا يرحم الكافرين ولا يثني عليهم بالجميل . قوله تعالى : { ذَٰلِكَ } أي هذا الذي ذكرته لك من الخبر عن عيسى ومريم والحواريين { نَتْلُوهُ عَلَيْكَ } [ نخبرك به بتلاوة جبريل عليك ] { مِنَ الآيَـٰتِ وَٱلذِّكْرِ ٱلْحَكِيمِ } يعني القرآن والذكر ذي الحكمة ، وقال مقاتل : الذكر الحكيم أي المحكم الممنوع من الباطل وقيل : الذكر الحكيم هو اللوح المحفوظ ، وهو معلق بالعرش من درة بيضاء . وقيل من الآيات أي العلامات الدالة على نبوتك لأنها أخبار لا يعلمها إلا قارىء كتاب أو من يوحي إليه وأنت أمي لا تقرأ . قوله تعالى : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } الآية " نزلت في وفد نجران وذلك أنهم قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم : ما لك تشتم صاحبنا ؟ قال : وما أقول ، قالوا : تقول إنه عبد الله قال : أجل هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول فغضبوا وقالوا هل رأيت إنساناً قط من غير أب ؟ " فأنزل الله تعالى ( إن مثل عيسى عند الله ) في كونه خلقاً من غير أب وأم { خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ } يعني لعيسى عليه السلام { كُن فَيَكُونُ } يعني فكان فإن قيل ما معنى قوله ( خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) ولا تكوين بعد الخلق ؟ قيل معناه خلقه ثم أخبركم أني قلت له : كن فكان من غير ترتيب في الخلق كما يكون في الولادة وهو مثل قول الرجل : أعطيتك اليوم درهماً ثم أعطيتك أمس درهماً ، أي ثم أخبرك أني أعطيتك أمس درهماً . وفيما سبق من التمثيل دليل على جواز القياس ، لأن القياس هو رد فرع إلى أصل بنوع شبه ، وقد رد الله تعالى خلق عيسى إلى آدم عليهم السلام بنوع شبه . قوله تعالى : { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } أي هو الحق وقيل جاءك الحق من ربك { فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ } الشاكِّين ، الخطاب مع النبي صلّى الله عليه وسلم والمراد أمته .