Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 50-54)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَٱنظُرْ إِلَىٰ ءَاثَـٰرِ رَحْمَةِ ٱللَّهِ } , هكذا قرأ أهل الحجاز ، والبصرة ، وأبو بكر . وقرأ الآخرون : { إلى آثار رحمة الله } ، على الجمع ، أراد برحمة الله : المطر أي : انظر إلى حسن تأثيره في الأرض ، وقال مقاتل : أثر رحمة الله أي : نعمته وهو النبت ، { كَيْفَ يُحْىِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ } ، يعني : أن ذلك الذي يحيي الأرض لمحيي الموتى ، { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } . { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا } ، باردة مضرة فأفسدت الزرع ، { فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً } ، أي : والنبت والزرع مصفَرَّاً بعد الخضرة ، { لَّظَلُّواْ } ، لصاروا ، { مِن بَعْدِهِ } ، أي : من بعد إصفرار الزرع ، { يَكْفُرُونَ } ، يجحدون ما سلف من النعمة ، يعني : أنهم يفرحون عند الخصب ، ولو أرسلت عذاباً على زرعهم جحدوا سالف نعمتي . { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْىِ عَن ضَلَـٰلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِـئَايَـٰتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } . { ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ } ، قرىء بضم الضاد وفتحها ، فالضم لغة قريش ، والفتح لغة تميم ، ومعنى " من ضعف " ، أي : من نطفة ، يريد من ذي ضعف ، أي : من ماء ذي ضعف كما قال تعالى : { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } [ المرسلات : 20 ] , { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ } ، من بعد ضعف الطفولة شباباً ، وهو وقت القوة ، { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً } ، هرماً ، { وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } ، من الضعف والقوة والشباب والشيبة ، { وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ } ، بتدبير خلقه ، { ٱلْقَدِيرُ } ، على ما يشاء .