Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 55-60)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } ، يحلف المشركون ، { مَا لَبِثُواْ } ، في الدنيا ، { غَيْرَ سَاعَةٍ } ، إلا ساعة ، استقلُّوا أجل الدنيا لمّا عاينوا الآخرة . وقال مقاتل والكلبي : ما لبثوا في قبورهم غير ساعة كما قال : { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ } [ الأحقاف : 35 ] . { كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } ، يصرفون عن الحق في الدنيا , قال الكلبي ومقاتل : كذبوا في قولهم غير ساعة كما كذبوا في الدنيا أن لا بعث . والمعنى أن الله أراد أن يفضحهم فحلفوا على شيء يتبين لأهل الجمع أنهم كاذبون فيه ، وكان ذلك بقضاء الله وقدره بدليل قوله : { يُؤْفَكُونَ } ، أي : يصرفون عن الحق . ثم ذكر إنكار المؤمنين عليهم كذبهم فقال : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَـٰنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ } ، أي : فيما كتب الله لكم في سابق علمه من اللبث في القبور . وقيل : " في كتاب الله " أي : في حكم الله ، وقال قتادة ومقاتل : فيه تقديم وتأخير معناه : وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله والإِيمان : لقد لبثتم إلى يوم البعث ، يعني الذين يعلمون كتاب الله ، وقرأوا قوله تعالى : { وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [ المؤمنون : 100 ] ، أي : قالوا للمنكرين : لقد لبثتم ، { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ } ، الذي كنتم تنكرونه في الدنيا ، { وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ، وقوعه في الدنيا فلا ينفعكم العلم به الآن بدليل قوله تعالى : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ } ، يعني عذرهم ، { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } ، لا يطلب منهم العُتبى والرجوع في الآخرة ، قرأ أهل الكوفة : { لا ينفع } بالياء هاهنا وفي " حم " المؤمن ووافق نافع في " حم " المؤمن ، وقرأ الباقون بالتاء فيهما . { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتُمْ بِـئَايَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ } ، ما أنتم إلاَّ على باطل . { كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } توحيد الله . { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } ، في نصرتك وإظهارك على عدوك { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } ، ولا يستجهلنك ، معناه : لا يحملنّك الذين لا يوقنون على الجهل واتباعهم في الغي . وقيل : لا يستخفن رأيك وحلمك ، { ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } ، بالبعث والحساب .