Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 17-19)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰبُنَىَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ } ، يعني من الأذى ، { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } ، يريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصبر على الأذى فيهما ، من الأمور الواجبة التي أمر الله بها ، أو من الأمور التي يُعْزم عليها لوجوبها . { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } ، قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وعاصم ، وأبو جعفر ، ويعقوب : « ولا تصعِّر » بتشديد العين من غير ألف ، وقرأ الآخرون : « تصاعر » بالألف ، يقال : صعر وجهه وصاعر : إذا مال وأعرض تكبراً ، ورجل أصعر : أي : مائل العنق . قال ابن عباس : يقول : لا تتكبر فتحقِّر الناس وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك . وقال مجاهد : هو الرجل يكون بينك وبينه إحنة فتلقاه فيعرض عنك بوجهه . وقال عكرمة : هو الذي إذا سُلِّم عليه لَوَى عنقه تكبراً . وقال الربيع بن أنس وقتادة : لا تحتقرن الفقراء ليكن الفقير والغني عندك سواء ، { وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأَرْضِ مَرَحاً } ، خيلاء { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ } ، في مشيه { فَخُورٍ } ، على الناس . { وَٱقْصِدْ فِى مَشْيِكَ } ، أي ليكن مشيك قصداً لا تخيلاً ولا إسراعاً . وقال عطاء : امشِ بالوقار والسكينة ، كقوله : { يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً } [ الفرقان : 63 ] ، { وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } أنقص من صوتك ، وقال مقاتل : اخفض صوتك ، { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَٰتِ } ، أقبح الأصوات ، { لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } ، أوله زفير وآخره شهيق ، وهما صوتا أهل النار . وقال موسى بن أعين : سمعت سفيان الثوري يقول في قوله : { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَٰتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } ، قال : صياح كل شيء تسبيح لله إلا الحمار . وقال جعفر الصادق في قوله : { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَٰتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } قال : هي العطسة القبيحة المنكرة . قال وهب : تكلم لقمان باثني عشر ألف باب من الحكمة ، أدخلها الناس في كلامهم وقضاياهم وحكمه : قال خالد الربعي : كان لقمان عبداً حبشياً فدفع مولاه إليه شاة وقال : اذبحها وائتني بأطيب مضغتين منها ، فأتاه باللسان والقلب ، ثم دفع إليه شاة أخرى ، وقال : اذبحها وائتني بأخبث مضغتين منها فأتاه باللسان والقلب ، فسأله مولاه ، فقال : ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا .