Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 26-27)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ } . قوله عزّ وجلّ : { وَلَوْ أَنَّمَا فِى ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } الآية . قال المفسرون : نزلت بمكة ، قوله سبحانه وتعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ } إلى قوله : { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 85 ] ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا : يا محمد ، بلغنا عنك أنك تقول : " وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً " أفعنيتنا أَمْ قومَك ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : كُلاًّ قد عنيت ، قالوا : ألست تتلوا فيما جاءك أنا أُوتينا التوراة وفيها علم كل شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي في علم الله قليل وقد آتاكم الله ما إن علمتم به انتفعتم " ، قالوا : يا محمد كيف تزعم هذا وأنت تقول : { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا } [ البقرة : 269 ] ، فكيف يجتمع هذا علم قليل وخير كثير ؟ فأنزل هذه الآية . وقال قتادة : إن المشركين قالوا : إن القرآن وما يأتي به محمد يوشك أن ينفد فينقطع ، فنزلت : { وَلَوْ أَنَّمَا فِى ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } ، أي : بريت أقلاماً ، { وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ } ، قرأ أبو عمرو ويعقوب : « والبحرَ » بالنصب عطفاً على « ما » ، والباقون بالرفع على الاستئناف { يَمُدُّهُ } ، أي يزيده ، وينصبّ فيه { مِن بَعْدِهِ } من خلفه ، { سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ } ، وفي الآية اختصار تقديره : ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر يكتب بها كلام الله ما نفدت كلمات الله . { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ، وهذه الآية على قول عطاء بن يسار مدنية ، وعلى قول غيره مكية ، وقالوا : إنما أمر اليهود وفد قريش أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولوا له ذلك وهو بعدُ بمكة ، والله أعلم .