Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 28-32)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَٰحِدَةٍ } ، يعني كخلق نفس واحدة وبعثها لا يتعذر عليه شيء ، { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } . { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِىۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } . { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } ، أي : ذلك الذي ذكرت لتعلموا أن الله هو الحق ، { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَـٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ } . { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ } ، يريد أن ذلك من نعمة الله عليكم ، { لِيُرِيَكُمْ مِّنْ ءَايَـٰتِهِ } ، عجائبه ، { إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ } ، على أمر الله ، { شَكُورٍ } ، لنعمه . { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ } , قال مقاتل : كالجبال . وقال الكلبي : كالسحاب . والظل جمع الظلة شبه بها الموج في كثرتها وارتفاعها ، وجعل الموج ، وهو واحد ، كالظلل وهي جمع ، لأن الموج يأتي منه شيء بعد شيء ، { دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّـٰهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } ، أي : عدل موفٍ في البر بما عاهد الله عليه في البحر من التوحيد له ، يعني : ثبت على إيمانه . نزلت في عكرمة بن أبي جهل هرب عام الفتح إلى البحر فجاءتهم ريح عاصف ، فقال عكرمة : لئن أنجاني الله من هذا لأرجعن إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولأضعن يدي في يده ، فسكنت الريح ، فرجع عكرمة إلى مكة فأسلم وحسن إسلامه . وقال مجاهد : فمنهم مقتصد في القول مضمر للكفر . وقال الكلبي : مقتصد في القول ، أي : من الكفار ، لأن بعضهم كان أشد قولاً وأغلى في الافتراء من بعض ، { وَمَا يَجْحَدُ بِـئَايَـٰتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } ، والختر أسوأ الغدر .