Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 10-11)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ } ، أي : من فوق الوادي من قِبَل المشرق ، وهم أسد ، وغطفان ، وعليهم مالك بن عوف النصري وعيينة بن حصن الفزاري في ألف من غطفان ، ومعهم طليحة بن خويلد الأسدي في بني أسد وحيي بن أخطب في يهود بني قريظة ، { وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ } ، يعني : من بطن الوادي ، من قِبَل المغرب ، وهم قريش وكنانة ، عليهم أبو سفيان بن حرب في قريش ومَنْ تبعه ، وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي من قبل الخندق . وكان الذي جر غزوة الخندق - فيما قيل - إجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير من ديارهم . { وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَـٰرُ } ، مالت وشخصت من الرعب ، وقيل : مالت عن كل شيء فلم تنظر إلا إلى عدوها ، { وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ } ، فزالت عن أماكنها حتى بلغت الحلوق من الفزع ، والحَنْجَرة : جوف الحلقوم ، وهذا على التمثيل ، عبّر به عن شدة الخوف ، قال الفراء : معناه أنهم جبنوا وسبيل الجبان إذا اشتد خوفه أن تنتفخ رئته فإذا انتفخت الرئة رفعت القلب إلى الحنجرة ، ولهذا يقال للجبان انتفخ سحره . { وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } ، أي : اختلفت الظنون ؛ فظن المنافقون استئصال محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي عنهم ، وظن المؤمنون النصر والظفر لهم . قرأ أهل المدينة ، والشام ، وأبو بكر : " الظنونا " و " الرسولا " و " السبيلا " بإثبات الألف وصلاً ووقفاً ، لأنها مثبتة في المصاحف ، بالألف ، وقرأ أهل البصرة وحمزة بغير الألف في الحالين على الأصل ، وقرأ الآخرون بالألف في الوقف دون الوصل لموافقة رؤوس الآي . { هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ } ، أي : عند ذلك اختبر المؤمنون ، بالحصر والقتال ، ليتبين المخلص من المنافق ، { وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً } ، حُرّكوا حركة شديدة .