Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 15-16)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ كَانُواْ عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ } ، أي : من قبل غزوة الخندق ، { لاَ يُوَلُّونَ ٱلأَدْبَـٰرَ } ، من عدوهم أي : لا ينهزمون ، قال يزيد بن رومان : هم بنو حارثة ، همُّوا يوم أُحد أن يفشلوا مع بني سلمة ، فلما نزل فيهم ما نزل عاهدوا الله أن لا يعودوا لمثلها . وقال قتادة : هم ناس كانوا قد غابوا عن وقعة بدر ورأوا ما أعطى الله أهل بدر ، من الكرامة والفضيلة ، قالوا : لئن أشهدنا الله قتالاً لنقاتلنّ ، فَسَاقَ الله إليهم ذلك . وقال مقاتل والكلبي : " هم سبعون رجلاً بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ، وقالوا : اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أشترطُ لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأولادكم » قالوا : فإذا فعلنا فما لنا يا رسول الله ؟ قال : « لكم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة » ، قالوا : قد فعلنا ذلك فذلك عهدهم " . وهذا القول ليس بَمَرْضِيٍّ ، لأن الذين بايعوا ليلة العقبة كانوا سبعين نفراً ، لم يكن فيهم شَاكٌّ ولا من يقولُ مثلَ هذا القول ، وإنما الآية في قومٍ عاهدوا الله أن يقاتلوا ولا يفروا فنقضوا العهد . { وَكَانَ عَهْدُ ٱللَّهِ مَسْئُولاً } ، عنه . { قُل } ، لهم ، { لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ } ، الذي كتب عليم لأن من حضرَ أجله مات أو قتل ، { وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } ، أي : لا تمتعون بعد هذا الفرار إلا مدة آجالكم وهي قليل .